طوال أكثر من عامين وعدد من كتاب الأعمدة أمطرونا بمقالات وحكايات عن زمن الرقابة على الصحف ، ووقت ان كان يدخل " صول "إلى المؤسسة الصحفية ويحذف اجدعها خبرأو مقال ولو كان لرئيس التحرير، رغم ان علاقته بالصحافة - أى المخبر الرقيب - لا تتعدى زميله المخبر الذى كان يراقب الشخص المطلوب من خلال عمل ثقب أو " خرم " فى جريدة يمسكها ويوهم المارة انه يقرأها والإيهام بحق وحقيق لانه بيفك الخط بالعافية .
جريدة الشروق التى كانت فى طليعة الصحف التى أيدت ثورة يناير بشجاعة كان يمكن ان تعرضها لأفدح ثمن لو لم تنجح الثورة ، حيث جاء تأييدها مبكرا ، وقد تعرض مقر الجريدة للاعتداء فى بدايات الثورة وقبل اسقاط المخلوع ، وهى ذاتها الجريدة التى استمرت على التمسك بالقيم والشجاعة بأكثر من غيرها فى معظم الصحف ، ووصلت الشجاعة بها منذ أيام بنشرها تقرير خارجى عن مذبحة الحرس الجمهورى، فجأة أصابها الخرس ومنعت مقالات لأكبر كتابها حيث حجبت مقالات ل لكاتب الكبير وائل قنديل .
ورغم ان عشرات التعليقات أكدت ان المنع بأمر العسكر حتى لو كان من خلال توقيع ممهورا بغيره او كما يقول النحويون " نائب الفاعل " الا ان الكتاب الذين صدعونا عن رقابة العسكر للصحف لم يكتبوا حرفا واحدا ينتقدوا فيه ما حدث وهو ما يؤكد ان اصابتهم بالجبن عاهة مزمنة ، فهم بلم ينطقوا فى الزمن الذى تحدثوا عنه وسخروا منه وانتقدوه ، وبالتالى لن يجرؤا على الحديث اليوم .
من الطبيعى ان يتطور " المخبر الرقيب " تبعا للعصر ، وبدلامن ان يمسك المخبر بجريدة ويخرمها ليرى ما خلفها ، يمكنه اليوم ومع التطور التكنولوجى ان يستخدم " الريموت كنترول " ، وبدلا من ان يجلس الرقيب بنفسه فى صالات تحرير الصحف يمكنه ان يرسل من ينيب عنه ، ليس بتوكيل رسمى ، ولكن من خلال التأثير المعنوى الرهيب بزرع الخوف وضبابية المستقبل ، فترتعش الاقلام وتأخذ نفس القرار الذى كان سيتخذه الرقيب ، بل من الممكن ان تزايد عليه بوضع حجج والايهام بمخالفة القوانين ، حتى لو كانت الداستير - والتى تعلو القوانين - لا تحجر على الرأى ، وغنى عن البيان ان مخالفة روح الدساتير أى اهم مبادئها الانسانية الراسخة وفى قمتها الحريات التى فطر الله الناس عليها فى دستور اى بلد فى العالم تعنى بطلانه .
ولكن يبدو ان الحال وصل بالبعض الى انه اذا عاد الفرعون ارتعدت الفرائص واشتد النفاق ، وهذه هى النخبة المطلوب ان تنهض بالبلد وتواجه العالم .
ونعتقد ان الصحف الاجنبية - وليست المصرية او العربية ! - التى كرمت عدد من الكتاب لشجاعتهم فى الكتابة وقت مبارك ، ستقوم بتكريم ل وائل قنديل وامثاله .
ولجنة الاداء النقابى تطالب مجلس نقابة الصحفيين خاصة لجنة الحريات بمنح جائزة خاصة للكاتب الصحفى المحترم وائل قنديل ، وان عجز او امتنع او ارتعد او وزان مجلس النقابة فستقوم لجنة الاداء النقابى ودعاة الحريات - بامكانياتهم المتواضعة - بتسليم جائزة لـ وائل قنديل وهو ما تعد به اللجنة قريبا باذن الله .