قال مساعد للدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الشيخ عبر عن رأيه الشخصي في خطبة الجمعة التي انتقد فيها سلوك دولة الإمارات المعادي للإسلام، وأنه لن يتوقف عن ذلك.
وأضاف المصدر في تصريحات لوكالة "رويترز" نشرتها صحف عربية ودولية، إن دولة قطر تسمح لفضيلة الشيخ القرضاوي بأن يقول ما يريد كشخص، مؤكدا أن القرضاوي لم يتلق اتصالا من أحد بشأن تصريحاته ضد الإمارات.
وكان الدكتور يوسف القرضاوي قد تناول في خطبة الجمعة قبل الماضية، في إطار تطورات الحديث عن الأوضاع في مصر دور دولة الإمارات، وقال إنها تحارب كل ماهو إسلامي، وهو ما أدى الى احتجاج رسمي اماراتي على تلك التصريحات .
ودأب القرضاوي على التعبير عن رأيه وتوجيه النقد للأنظمة العربية، وسبق أن انتقد بشدة من قبل ومن على مساجد الدوحة افتتاح مكتب تجاري إسرائيلي بقطر، التي يحمل جنسيتها، وهو المكتب الذي أغلق قبل عدة سنوات، ولم يتعرض القرضاوي لأي مضايقة حينها، كما وجه انتقادات في بعض الموضوعات للملكة العربية السعودية، والتي تلقتها بصدر رحب.
وقال محللون خليجيون إن تصريحات الدكتور القرضاوي ضد سلوك الإمارات تجاه الإسلام، أحدثت هزة وصدمة عنيفة في قلب الحكم بإمارة أبوظبي، التي تقود سياسة الدولة، عبر ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بسبب ما اعتبروه" نزعا لشرعية حكم آل نهيان" نتيجة الشعبية الكبيرة والثقة الكبيرة التي يتمتع بها الشيخ القرضاوي في قلوب الشعب الإماراتي المتدين بالفطرة .
وأوضحوا أن تصرفات وسلوك وردة فعل الشيخ محمد بن زايد تجاه تصريحات القرضاوي، جاءت بشكل مبالغ فيه بشدة وتعبر عن قلق وعدم ثقة بالنفس، وعدم مقدرة على " لملمة" أثار التصريح التي بدأت تظهر علنا لأول مرة بتاريخ الإمارة والإمارات في مجالس المواطنين، الذين باتوا يتساءلون عن الشرعية الدينية للعمل مع نظام مناوىء للإسلام، شاركت قواته في قتل مسلمي أفغانستان ومول الحرب الفرنسية على مالي .
وقال المحللون إن سلوك وتصرفات حكومة أبوظبي تجاه تصريحات الدكتور القرضاوي، والتي وصلت في سابقة خليجية لحد استدعاء السفير القطري وتقديم احتجاج رسمي له ، يعبر عن مأزق حقيقي وقع فيه حكام إمارة أبوظبي.
وأشاروا إلى أن تقارير وصلت لديوان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، من أجهزة أمنية عدة رصدت حالة من التململ والهمس في أوساط الإماراتيين، وأن هذه التقارير أصابت ولي عهد أبوظبي بحالة من الهلع، فطلب من وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش إستدعاء السفير القطري وتوجيه احتجاج رسمي لدولة قطر على هذه التصريحات، التي رأى أنها تهدد شرعية حكم آل نهيان جميعا، وتضعهم في حرب "شرعية" مع شعبه لأول مرة بالتاريخ، وهو ما اعتبره هؤلاء المحللون يعكس "هشاشة نظام الحكم في أبوظبي والذي يخشى خطبة جمعة" حسب تعبيرهم .
وهذه أول مرة في الديبلوماسية العربية التي يتم فيها استدعاء سفير دولة عربية بسبب خطبة جمعة، وهو ما يشكل صداما واضحا مع الإسلام دين معظم العرب، خاصة وأن الشيخ محمد بن زايد شعر بفقدان شرعية نظام الحكم بعد أن قاد حملة قمع شرسة ضد المواطنين، وأصيب بالرعب الشديد من خطبة الشيخ يوسف القرضاوي .
وكانت سمعة الإمارات والتي يقودها فعليا ولي عهد أبوظبي، قد وصلت إلى مستويات متدنية غير مسبوقة بين الشعوب العربية والإسلامية، بسبب تدخلها في ثورات الربيع العربي ومحاربة الإسلام السياسي السني، ومساندة الغرب في حربه على مسلمي أفغانستان ومالي وتمويل جماعات علمانية مسلحة في بعض الدول.
كما ساءت سمعة محمد بن زايد بين الخلجيين عامة والسعوديين خاصة، بعد أن كشفت وثائق "ويكليكس" وصفه لوزير الداخلية السعودي الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، خلال لقائه بمسؤول أمريكي ب"القرد"، وكذلك ارتمائه بأحضان إيران الشيعية لمواجهة ما يصفه بـ"المد الإسلامي السني" الذي ينبثق من الفكر الوهابي السائد بغالبية جزيرة العرب، وهى الخطوة التي أغضبت الحكومة السعودية أيضا وذلك بعد أن "هرول" عقب الاتفاق النووي الايراني مع الغرب لإرسال شقيقه ووزير خارجيته عبدالله بن زايد إلى طهران، لمباركة الاتفاق، واعلان دعمه المالي والسياسي لإيران التي تحتل ثلاث من جزره بالخليج العربي.
ويكاد لا يخلو يوم على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت التي يعبر فيها المواطنون العرب عن آرائهم بعيدا عن الإعلام الرسمي والتقليدي الذي سعت أبوظبي للسيطرة عليه من الهجوم على سياسية حكومة الإمارات وولي عهد أبوظبي، وقد أطلق مغردون على موقع "تويتر" مؤخرا "هاشتاج" يحمل أسم ( #الإمارات_تحارب_الإسلام) حقق أكبر وأوسع مشاركة في تاريخ الهاشتاجات باللغة العربية طبقا لموقع "تويتر" ذاته وأقترب فيه عدد التغريدات من نصف مليون تغريدة في عدة أيام .
وحمل "الهاشتاج" الذي شارك فيه مغردون عرب من كافة بقاع العالم هجوما حادا على سياسة دولة الإمارات وسلوكها المناهض للإسلام والمسلمين، وأبدت حكومة أبوظبي حينها قلقا بالغا وحاولت عبر بعض مغردي الأمن الإماراتي التشويش عليه لكن الهجوم العربي كان كاسحا .
وقال مغردون أن سلوك حكام أبوظبي يضع على المحك الاتحاد الهش بين الإمارات العربية بالخليج حيث يدين حكامها وغالبية سكانها بالإسلام السني الحنيف في حين يسعى محمد بن زايد لنشر التصوف الأقرب للفقه الشيعي من خلال تقريب علمائه وإتاحة زيارة القبور والتعبد فيها وغيرها من السلوكيات المنافية للدين الإسلامي