نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرًا بعنوان "هل لدى الجنرال السيسي خطة لاقتصاد مصر؟" كتبه الناشط والباحث المصري "محمد الدهشان" ناقش فيه تصورات المشير عبد الفتاح السيسي باعتباره المرشح الأقوى للفوز في انتخابات الرئاسة التي من المقرر إجرائها في 28 و29 من مايو القادم.
وقالت المجلة إن السيسي لديه أولويات واضحة في سياسته، فأولويته على الصعيد المحلي هي استئصال شأفة الإخوان المسلمين من البلاد، أما سياسته الخارجية فتعتمد على استرضاء جميع الكبار من الفاعلين الدوليين مع التكريس للعداء ضد كل من تركيا وقطر وغزة.
وتابعت المجلة القول: لكن السؤال الهام لا يزال يطرح نفسه "ما هي السياسة الاقتصادية للمرشح عبد الفتاح السيسي؟"
واستدعت المجلة تصريحًا سابقًا للسيسي والذي ألمح فيه إلى أنه على المواطنين التفكير مثلاً في التبرع براتب شهر، أو أن يذهب الطلبة للجامعات سيرًا على الأقدام توفيرًا للنفقات، وأنه من الطبيعي أن يضحي جيل أو جيلين من أجل أن تعيش الأجيال التالية حياة أفضل.
كما أشارت "فورين بوليسي" إلى أن حكومة رئيس الوزراء السابق حازم الببلاوي، تبنت سياسة توسعية، وزاد الدين العام والإنفاق، لكن على ما يبدو أن فكر السيسي معاكس لذلك، حيث يفضل سياسة تقشفية تشمل رفع ضريبة الدخل وتقليل الإنفاق العام.
وانتقلت المجلة إلى تصريح السيسي الذي وجه فيه حديثه للشباب بمطالبتهم بإعطاء مصر قبل انتظار الأخذ منها، حيث قال السيسي إن "على الشباب ألا يفكر في الزواج أو في الحياة، لكن عليه أن يبني بلاده أولاً"!!.
قائلة إن هذا التصريح يُعد "تافهًا ومهينًا" في بلد يمثل الشباب فيه 60 بالمائة من إجمالي السكان، لكن 69 بالمائة من هؤلاء الشباب يعانون من أزمة البطالة.
وأشارت المجلة أيضًا إلى أن السيسي ينحاز إلى مصالح المستثمرين الكبار الذين كونوا استثماراتهم في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذين تعهدوا بالفعل بدعمه، وهو الدعم الذي سيقابل بإعادة مصالحهم الخاصة إلى السياسة العامة.
ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك ممانعة الحكومة حتى الآن في إصلاح الدعم الصناعي، حيث إن تقليل هذا الدعم سيكون له أثر في إصلاح التمويل العام، لكن التركيز ينصب الآن على رفع الدعم عن الأفراد.
وقالت إن السيسي أيضًا يبدو وكأنه ليس لديه رغبة في إصلاح منظومة القضاء، رغم أن الحاجة لهذا الإصلاح ملحة في هذه المرحلة، عازية ذلك إلى أن الغالبية العظمى من ممثلي السلطة القضائية منحازة له، وهي نفس الأسباب التي قد تجعله لا يحاول إجراء إصلاحات أيضًا في منظومة الداخلية.
وأضافت المجلة أن خطة السيسي الاقتصادية التي تتجلى في العجز عن أو عدم الرغبة في تقديم حلول محددة خارج النظرة القاتمة والإنذارية، يمكن اختصارها في تحذير المصريين بحتمية إعداد أنفسهم لاستقبال أوقات عصيبة.
واختتمت بالقول إنه من الواضح أن الضابط المخضرم لا يدرك احتياجات وآلام الشعب.
جدير بالذكر أن فورين بوليسي كانت قد أشارت قبل قرابة الشهرين أن استمرار هذه الظروف في سوف يؤدي إلى تكرار الاضطرابات والاحتجاجات التي شهدتها مصر في 2011 والتي تسببت في عزل حسني مبارك، وفي 2013 عند عزل محمد مرسي، مما يجعل السيسي يلاقي مصير كلٍ من مبارك والإخوان، لا سيما مع التحديات التي تواجه القاهرة والتي تتمثل في التمرد والعنف في سيناء، والفوضى وعدم الاستقرار في مختلف المحافظات.
ويعتقد محللون، أن أزمات الطاقة والاقتصاد هي التي ستُعجل بسقوط عبد الفتاح السيسي وليس الإرهاب أو معارضة الإخوان.