من منا يساوره شك في أن مايحدث على الساحة الآن من مناوشات ومغازلات وكوميديا ساخرة تارة وأخرى قد تصل إلى التشابك هي تمثيلية بعنوان الراقصة والسياسي في زمن الانقلاب بطولة سما المصري ومرتضى منصور وتعرض كل ليلة على قنوات الإعلام المصري الفاشل تم كتابتها وإعدادها وطبخها وإخراجها للتليفزيون المصري تحت رعاية الأجهزة المعنية الداعمة للانقلاب !
التمثيلية التي تعرضها القنوات الداعمة للانقلاب تتلخص أحداثها في تعرية كل من الراقصة سما المصري من خلال كليباتها الساخنة وملابسها الملتهبة ورقصاتها أمام الكاميرا ومخارج ألفاظها المستوحاة من أفلام العري أو ’’الإستربتيز‘‘ الغربي لتوصيل رسالة تهكم أو سخرية على غريمها اللدود المستشار مرتضى منصور كل هذا الكم من الإعداد والأضواء المبهرة والمشاهد المسكين قد سال لعابه ياولداه أمام شاشتها قناة ’’الفلول‘‘ ثم يخرج علينا بعد لحظات ’’عفريت العلبة‘‘ مرتضي منصور ليظهر على الهواء مباشرة على ثلاث أو أربع قنوات فضائية متناولا قصة حياتها وكيف تحولت من خادمة إلى راقصة ومتوعدا بكشف المستور وإن لم يكن هناك مستورا لدى الراقصة وأصدق دليل على ذلك ملابسها الساخنة !
هذه التمثيلية اعتدنا عليها كل ليلة من البطلين اللذين يتعرى كل منهما أمام الأخر ولكن الجديد في الأمر أنها مقدمة خصيصا ومتفق عليها ومروج لها عن طريق الصحف والمجلات والفضائيات لشغل الرأي العام بعيدا عن الأزمات الطاحنة التي يمر بها مجتمعنا ويزداد سوء يوما بعد يوم بسبب فشل إدارة الانقلاب في تسيير أحوال الاقتصاد المنهار والأمن القومي المفتقد والسياحة الراكدة واحتواء المطالب الفئوية اليومية وتهدئة الشارع المصري الذي بات يغلي فوق صفيح ساخن بسبب تهديدات رفع الدعم بخلاف أزمات الكهرباء والغاز والانتفاضات الطلابية وتحالفات دعم الشرعية ووضع مصر في موقف لايحسد عليه داخل المجتمع الإفريقي !
لذلك قام الانقلاب بتجنيد رجاله وسيداته لافتعال صراع وهمي بين النجمين عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمقروءة بعد أن فشل المستشار مرتضى منصور في ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية وكذلك السقوط المدوي للراقصة سما المصري على قناة الفلول ويزداد الصراع ضراوة بتقديم بلاغات لينقسم الشارع مابين مؤيد ومعارض ومتابع للأحداث والتمثيلية في مجملها تصب في خدمة المرشح المنافس لنفسه المشير عبد الفتاح السيسي والدولة العميقة تسترق الخطوات في عجالة مستغلة هذا التشتت لتتويج السيسي رئيسا لمصر !
بعد هذا التوضيح لمجريات الامور أرجو من الله أن يكون كلامي خفيف على الأسياد سواء الراقصة أو السياسي وربنا يستر على ولايانا !