الإعلام المصري على مؤشر المصداقية : ضعف وتردي … استمراره يدمر مصر الثورة

انشر هذا الموضوع :

الإعلام المصري على مؤشر المصداقية
ضعف وتردي … استمراره يدمر مصر الثورة



تقرير : أحمد الشلقامي
الإعلام هو الوسيلة الأنجح في البناء وهو المعول الأبرز في الهدم ، سيف حداه لا يقلان في التأثير شئ ، إن سلط على رقاب من يبني قطعها وكذلك من يهدم ، هو أساس التحول الحضاري الذي يشهده النظام العالمي فقد كان السلاح القوي في ما عرف بحرب القوة الناعمة والتي بدأت في أثناء الحرب الباردة .
يعيش جزء من العالم العربي الآن مرحلة هامة وخطرة من مراحل تاريخه مرحلة فاصلة ، هدم فيها جزء من جدار الظلم الذي أحاط به وها هو في طور هدم باقي الجدار والسعي نحو البناء من جديد وذلك يحتاج إلى أسس وقيم وممارسات تسمى لدى العارفين سنن من أخذ بها نهض ومن لم يقربها اندحر ومن هذه السنن أن يكون هناك صوت ينشر الحق ويدعوا للخير ويواجه اليأس بإنشاد ألحان النصر والصبر والمثابرة وهو الدور المنوط بالإعلام وبالتالي السؤال هل حقاً نحن في مصر كجزء من دول الربيع العربي يسير إعلامنا في هذا الاتجاه أم ….؟
تدني مؤشرات المصداقية
تنبهت بعض مراكز الأبحاث لخطورة ما يقوم به إعلامنا عبر شاشاته وما ينفثه من سم مدسوس في العسل يومياً لأذهان المشاهد والمتابع ، وفي حين تتغنى قنوات الدول المتحضرة والراغبة في التقدم بما تقوم به من إنجاز مهما كان بسيطاً فإن إعلامنا يواجه حتى من يمد يده لنا لننهض من كبوتنا وفي هذا التقرير نلقي الضوء على بعض ما توصلت إليه دراسات حديثه في شأن قياس الأداء لأبرز المنابر الإعلامية المصرية
فقد أورد   تقرير مؤشر مصداقية الإعلام المصري عن شهر مارس  2013 بأننا نعيش في أجواء مسممة من إعلام هدام حيث يقول التقرير في مقدمته أن  مؤشر مصداقية الإعلام عن شهر مارس شهد تراجعا ملحوظا بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ بداية عام 3102 ، حيث سجل متوسط انتهاك بلغ ( 1.471 نقطة ثقة/ خبر ) مقارنة بـ معدل ( 1.271 نقطة ثقة/ خبر )  عن شهر فبراير و ( 1.416نقطة ثقة / خبر ) عن شهر يناير  ، وهو ما يعني أننا كلما تقدمنا للأمام باتجاه الابتعاد عن أيام عدم الاستقرار فإن الإعلام يزداد تردي وهياج لصالح التشويه والتزييف  .
المتمعن في محاور التقييم الذي اعتمد عليها المؤشر يجد أن هناك بالفعل خطورة كبيرة على الوطن من طريقة التعاطي الإعلامي فقد أوضحت الدراسة  في شأن وضوح مصدر الخبر المنشور ومصداقيته فإنه  خلال شهر مارس تم رصد 721 حالة إنتهاك مقارنة بـ 412 حالة عن شهر فبراير، من بينها 41 حالة لموقع اليوم السابع، و 40 للتحرير و الوفد .
وجاء ترتيب أسوء خمس مراكز من حيث المصداقية خلال شهر مارس كالتالي :
1
 والمفزع في الأمر أن التقرير أعد بعد تقييم عينه بلغت 2872 خبراً خلال الشهر وتم رصد عدد 3741 انتهاك بها.
 وبجانب قياس مؤشر مصداقية المصدر فقد تم قياس حالة الانحياز للإعلام وقد أثبتت الدراسة أنه تم رصد 70 حالة انحياز مقارنة بـ 41 حالة في شهر فبراير… وكان موقع التحرير هو الأكثر انحيازاً بين المواقع وحتى في استخدام الصورة والفيديو فقد تم رصد278 حالة في شهر مارس مقارنة بـ 265 حالة في شهر فبراير لصورة تم التلاعب بها أو قديمة ولم يشر إلى كونها أرشيفية  ، كما تم رصد 7 حالات استخدام فيديو مخالف للنص ( أي تزييف وتضليل ) من بينها أربع حالات لجريدة المصريين ( المحسوبة على حزب النور ! ) ، وقد تربعت جريدة الفجر على قمة قائمة الصحف التي تلاعبت بالصور بواقع 38 حالة خلال شهر مارس .تلاها موقع أخبار مصر ثم المصري اليوم .
كذبة أبريل
” شهد مؤشر مصداقية الإعلام المصري عن شهر أبريل تراجعاً ملحوظاً بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ بداية العام 2013 ” ؟! ، هكذا بدأ تقرير شهر أبريل 2013 عن مصداقية الإعلام المصري ، حيث أكد التقرير استمرار النهج الصحفي الضعيف والرديء من الاعتماد على التشويه ونشر الأكاذيب وعدم الاهتمام بالأسس الفنية والمعايير القيمية في النشر والتغطية بل كان المؤسف أن الأمر يزداد سوءاً وكذباً وكأنه احتفال بما يعرف ” بكذبة أبريل ” .
وقد تم إجراء الاختبار وفقاً للقائمين على التقرير على ما يقرب من 2337 خبراً تم رصد عدد 2959 انتهاكاً !وفيما يتعلق بالإحصاءات الخاطئة وغير الدقيقة فقد تم رصد 139 حالة مقارنة 119 5في شهر مارس وكان النصيب الأكبر لصحيفة الفجر والتي استحوذت على 15 حالة انتهاك في بند الإحصائيات الخاطئة بينما جاء موقع مصراوي متربعاً على المواقع التي قدمت معلومات منقوصة أو مغلوطة للقارئ بواقع 6 انتهاكات من أصل 54 حالة للمواقع والصحف المستهدفة .
وجاء ترتيب أسوء خمس مراكز   وفقاً لتقييم شهر أبريل كالتالي :
2
خطورة الرصد
قرأة متأنية لنوعية الأخبار التي يتم التلاعب فيها أو لا يتم الاهتمام بمعايير المهنية الصحفية في نشرها ورصدها يعرف مدى خطورة الأمر فغالب تلك التقارير تتعلق بالحياة الاجتماعية للمواطنين وهي من نوعية وقوع أحداث أنية كأخبار ” قطع الطرق أو الخطف او الشد والجذب بين مؤسسات الدولة أو حتى ما يتعلق بالأمور المعيشية اليومية للمواطنين ”
فعلى سبيل المثال يوم 5 مايو الجاري نشر 48 خبر غير سليم سواء في عدم وجود مصدر للخبر او عدم وضوح البيانات او الإجابة على سؤال متى ومن ، تمثلت في غالبها ما يتعلق بحياة المواطن اليومية مثل ” خبر ضبط 6 قنابل يديوية بحوزة 4 أشخاص في مشاجرة بالمطرية ” وقد نشرت الخبر صحيفة المصري اليوم دون الإشارة إلى مصدر المعلومة أو هوية المصدر ، ومن المعروف في ظل حالة التوتر الأمني التي تشهدها مصر مثل هذه الأخبار تؤثر سلباً على الوضع الاجتماعي الداخلي وما له من تأثير خارجي .
تشويه الرئيس
وفي دراسة أعدها المركز المصري  لدراسات الإعلام والرّأي العام (تكامل مصر) أنّ 62% من حجم التّناول الإعلاميّ للرئيس لا يتّسم بالمهنيّة ، وأنّ قناتي (الجزيرة مباشر مصر)، و(النّيل للأخبار) هما الأكثر مهنيّة في تناول مؤسسة الرّئاسة، في حين كانت قنوات (القاهرة والنّاس)، و(CBC)، و(ON TV)، و(دريم2) في قاع مؤشّر المهنيّة .
واعتمدت الدراسة في رصدها على (176 ألف مادّة صحفيّة، و(2180) ساعة بثّ تلفازيّ؛ من خلال مجموعة من الباحثين المتخصّصين في بحوث (الصّورة الإعلاميّة)، وتمّ استخراج النّتائج، وبناء المؤشّرات في وحدة بحوث الصّورة في المركز المصريّ لدراسات الإعلام والرّأي العام تحت مستوى ثقة 95% .
وكان أهم ما توصلت له الدراسة هو  أنّ هناك خطًّا واحدًا أخذه الإعلام المصريّ تجاه الرّئيس محمّد مرسي منذ اعتلائه سُدّة الحُكم؛ هو (الاتجاه العام السّلبيّ) لتناول صورة الرّئيس (في القنوات التلفزيونيّة، والصّحف، والمواقع الإلكترونيّة الأكثر مشاهدة الّتي هي محور الدّراسة) بغضّ النّظر عن الحدث، أو الموقف الّذي يمكن أن يكون مُصيبًا فيه أو مُخطئًا، وكأنّ هناك تربّصًا به– حسب تعبير الدّراسة- وهذا لا يعني أنّ جميع المصادر الإعلاميّة كانت تفعل ذلك، ولكنْ كان هناك اتجاهًا عامًّا على ذلك.
 وأوضحت الدّراسة أنّ هناك (1316) ساعة بثّ تلفزيونيّ تقريبًا ، و124 ألف مادّة صحفيّة تناولت شخص الرّئيس وقراراته ونشاطاته الدّاخليّة والخارجيّة ، وحياته الشّخصيّة بشكل محوريّ أو هامشيّ؛ منها: (1045) ساعة بثّ تلفزيونيّ، و84 ألف مادّة صحفيّة تناولته بشكل سلبيّ بمعدّل (79%) للبثّ التلفزيونيّ، و(68%) للموادّ الصّحفيّة.
وفيما تم تقييم المذيعين ومقدمي البرامج فقد أكدت الدراسة أن أرﺑﻌﺔ مذيعين احتلوا المرتبة الأخيرة فى  المؤشر ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻄﻮا ﺣﺎﺟﺰ اﻟـــ٤٠٪ {ﻣﺆﺷﺮ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻤﻬﻨﻴﺔ الإعلامية  } ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎول اﻟﺼﻮرة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ
مؤسسة اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ، وﻫﻢ (لميس الحديدي) ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ «ﻫﻨﺎ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ» ﻋﻠﻰ cbc. و(ﻣﺤﻤﻮد ﺳﻌﺪ) ﻣﻘﺪم ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ «آﺧﺮ اﻟﻨﻬﺎر » ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة اﻟﻨﻬﺎر ، و(واﺋﻞ اﻹﺑﺮاﺷﻲ) ﻣﻘﺪم ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ «اﻟﻌﺎﺷﺮة ﻣﺴﺎء»  ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة دريم 2. و(ﻣﺠﺪي الجلاد) ﻣﻘﺪم ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ «ﻻزم ﻧﻔﻬﻢ» ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة cbc .
ومن الجديد بالذكر أنه في شهر يناير من عام 2013 كشفت دراسة أجراها المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام “تكامل مصر” أن الإعلامي عمرو الليثي هو أفضل إعلامي منذ قيام الثورة المصرية بنسبة 75% من المصريين ، في حين تربعت الإعلامية لميس الحديدي على عرش أسوأ إعلامية مصرية بنسبة 71% وهي نسبة كبيرة جداً ربما لو أجري استفتاء حول محاكمتها وحصلت على هذه النسبة فسيتم محاكمتها فوراً فالرئيس نفسه لم تجتمع عليه هذه النسبة  بالإيجاب أو السلب
مصادر
- تقرير مؤشر مصداقية الإعلام المصري عن شهر مارس   http://mcewatch.com
- مصطفى خضري ” مركز تكامل 62 % من حجم التناول الإعلامي للرئيس لا يتسم بالمهنية ”http://elwadynews.com

انشر هذا الموضوع :

انضم لمدونة نهضة مصر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
نهضة مصر