انطلقت المسيرة من أمام ستاد المنصورة ..
وكان معي أطفالي الاثنين في عربة البيبي .. الكبرى عامان .. والصغير لايزال رضيعا
( أقول هذا للإعلام الذي سينشر عنا أننا ارهابيون .. فهل أخذت أطفالي معي ليشاهدوا أمهم وهي تقوم بعملية إرهابية ؟ )
المهم .. سارت المسيرة في شارع عبد السلام عارف ثم دخلنا شارع الترعة ..
وكانت المسيرة حاشدة بشكل لم أرى له مثيل في المنصورة .. حتى إننا حين صعدنا فوق كوبري المرور .. لم أستطع رؤية بداية المسيرة .. فظننت أنني في نهايتها .. فنظرت خلفي فلم أستطع رؤية آخرها
وكنت ألحظ تجاوباً من بعض السكان والمارة .. وهو مالم يكن يحدث في السابق الا نادرا
سارت المسيرة داخل شارع الترعة .. وعندما وصلت المسيرة عند حلواني زكريا ( كان على يميننا ) ..
جاءت مجموعة من البلطجية كدفعة أولى من ناحية اليسار
بدأ الرجال بتوجيه السيدات للتوجه ناحية اليمين .. وحاول الرجال تغطيتنا من ناحية اليسار
لكن المسيرة كانت كبيرة ..
وفجأة .. هجمت علينا جموع البلطجية من الشوارع الجانبية على يسارنا ..
بدأ الجميع بالجري .. وأنا أحاول الجري دافعة عربة أطفالي أمامي
سقطت أمامي فتاة وسقط فوقها من كانوا وراءها
وسقطت فوقهم أنا وعربة الأطفال .. وكسرت عجلات العربة .. ولم أعد قادرة على سحبها
فجاءني أحد الرجال وحمل العربة بالطفلين .. وطفلتي تصرخ .. فقد كانت نائمة واستيقظت على هذا المشهد ..
ووجدت رجلا يحمل طفلة ولا يعلم أين والدتها .. فإذا بي أعرف والدتها فأخذناها معنا
عندها قابلت اختى .. فحملت هي الرضيع .. وحملت أنا الطفلة .. وألقينا العربة في أحد المحال التجارية قبل أن ينزل الجراج ..
أتى البلطجية من اليسار فدخلنا الشوارع الجانبية اليمنى .. فإذا البلطجية ينتظروننا في نهايتها ..
ارتبكنا في المنتصف .. وشعرنا أنها النهاية !!
وقفنا فزعين ولا نعلم ماذا نفعل .. عندها تذكرت أن أحد أقاربنا من بعيد ( عائلته تعارض مرسي ولكنه مؤيد له ) يسكن في هذا الشارع الجانبي
فانطلقنا نحو منزله ..
فإذا به يقف عند بوابة المنزل ويدخل السيدات داخل البوابة .. وحين رآني قال لي اطلعي فوق بالولاد
فدخلت منزله فإذا بالمنزل أكثر من 200 امرأة وطفل ممن كانوا بالمسيرة
كان الأطفال يبكون بشدة .. وابنتي تتعلق برقبتي وتصرخ فزعة مما يحدث
وكان هناك رجل كبير في السن قد أصيب بكسر في قدمه
حاولت أن أجري له بعض الاسعافات التي تعلمتها أثناء الدراسة .. ولكن الرجل كان يتأوه بشده !!
اطلبوا الاسعاف !!
اتت سيارة الاسعاف .. ولكن البلطجية منعوها من التقدم ..
كان هذا الرجل يتأوه .. وبالأسفل كان هناك تراشق بالزجاجات الفارغة .. وأصوات إطلاق لا أعرف عن أي سلاح يصدر هذا الصوت !!
وفجأة ..
هدأ الشارع .. واختفى البلطجية .. فانتظرنا قليلا .. ثم بدأ الأخوات بالنزول ثلاثة بثلاثة ..
وفجأة ..
هجم البلطجية ثانية .. ولكن هذه المرة نحو العمارة التي كنا بها
كانت بوابة العمارة زجاجية .. فاقتحموا البوابة !!
وصعدوا على السلالم .. يكسرون زجاج نوافذ السلم .. ويصيحون " اخرجوا ، اطلعولنا " ..
عندها تذكرت دعاء الرسول في غزوة الاحزاب حين ظنوا أنهم قد أحيط بهم
" اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا "
همسنا في أذن بعضنا البعض أن رددوا هذا الدعاء
جاءت مدرعة أمن مركزي ..
ولكننا ظللنا محتجزين داخل هذه الشقة .. قرابة الساعتين .. والبلطجية بالاسفل يصدرون الاصوات بالسيوف .. وصوت الطلقات التي لا أعرف ماهي .. لا يتوقف ..
كان الجميع يحاول الاتصال بذويه ليطمئن عليه .. وكانت معنا سيدة تبحث عن بناتها الذين كانوا معها .. فتبكي وتتصل .. وتتصل .. ولا تجد أي خبر !!
وكانت أختى تتصل بزوجها .. فإذا به يرد منهكا .. أنا رايح المستشفى ..!!
ظلت تبكي .. وأنا أحاول الاتصال به ثانية لأفهم ..
فعرفنا أن رأسه فتحت !!
وبعدها جاءني هاتف .. " هالة أبو شعيشع .. وأبلة أمال .. و اثنين كمان استشهدوا .. .. وأميرة عبد الرحيم واخدة طلق خرطوش .. ووووووو "
آآآآآآآه .. مر الوقت عصيبا .. ونحن محتجزين في هذه الشقة .. والبلطجية على البوابة
ونحن نتمنى أن تكون تلك الاخبار التي تأتينا كاذبة !!
ولكنها للأسف .. كانت صادقة !!
ثم أتت مدرعة جيش ..
فالتف البلطجية حولها يهتفون " الجيش والشعب إيد واحدة " !!
كان أحد سكان العمارة ( وهو شديد المعارضة لمرسي ) يعرف بعض البلطجية بحكم الجيرة ..
فتفاوض معهم .. إنهم يسيبوا الستات على الأقل .. ويخلوهم يمشوا ..
وطلع قالنا .. لو الستات مشوا .. الرجالة اللي هيتبقوا هيموتوا..
خلوا الرجالة ينزلوا واحد بواحد .. ويمشي لوحده ولا كأن في حاجة
وبعد ما الرجالة نزلوا .. بدأنا ننزل احنا الستات ثلاثة بثلاثة
والبلطجية يقولوا " الخرفان أهم " ويقولوا لنا " علشان تحرموا بعد كده تنزلوا "
فعرفت حينها .. أنهم يريدون تخويفنا حتى لا ننزل ثانية
لأن نزولنا وحشدنا يرعبهم .. ويربكهم !!
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!
والله لن أترك بلدي لهم ..
فإما أن أعيش حرة على أرض بلادي ..
أو أعيش حرة .. تحت الأرض في كفني !!
فالشهيد لا يموت
وكان معي أطفالي الاثنين في عربة البيبي .. الكبرى عامان .. والصغير لايزال رضيعا
( أقول هذا للإعلام الذي سينشر عنا أننا ارهابيون .. فهل أخذت أطفالي معي ليشاهدوا أمهم وهي تقوم بعملية إرهابية ؟ )
المهم .. سارت المسيرة في شارع عبد السلام عارف ثم دخلنا شارع الترعة ..
وكانت المسيرة حاشدة بشكل لم أرى له مثيل في المنصورة .. حتى إننا حين صعدنا فوق كوبري المرور .. لم أستطع رؤية بداية المسيرة .. فظننت أنني في نهايتها .. فنظرت خلفي فلم أستطع رؤية آخرها
وكنت ألحظ تجاوباً من بعض السكان والمارة .. وهو مالم يكن يحدث في السابق الا نادرا
سارت المسيرة داخل شارع الترعة .. وعندما وصلت المسيرة عند حلواني زكريا ( كان على يميننا ) ..
جاءت مجموعة من البلطجية كدفعة أولى من ناحية اليسار
بدأ الرجال بتوجيه السيدات للتوجه ناحية اليمين .. وحاول الرجال تغطيتنا من ناحية اليسار
لكن المسيرة كانت كبيرة ..
وفجأة .. هجمت علينا جموع البلطجية من الشوارع الجانبية على يسارنا ..
بدأ الجميع بالجري .. وأنا أحاول الجري دافعة عربة أطفالي أمامي
سقطت أمامي فتاة وسقط فوقها من كانوا وراءها
وسقطت فوقهم أنا وعربة الأطفال .. وكسرت عجلات العربة .. ولم أعد قادرة على سحبها
فجاءني أحد الرجال وحمل العربة بالطفلين .. وطفلتي تصرخ .. فقد كانت نائمة واستيقظت على هذا المشهد ..
ووجدت رجلا يحمل طفلة ولا يعلم أين والدتها .. فإذا بي أعرف والدتها فأخذناها معنا
عندها قابلت اختى .. فحملت هي الرضيع .. وحملت أنا الطفلة .. وألقينا العربة في أحد المحال التجارية قبل أن ينزل الجراج ..
أتى البلطجية من اليسار فدخلنا الشوارع الجانبية اليمنى .. فإذا البلطجية ينتظروننا في نهايتها ..
ارتبكنا في المنتصف .. وشعرنا أنها النهاية !!
وقفنا فزعين ولا نعلم ماذا نفعل .. عندها تذكرت أن أحد أقاربنا من بعيد ( عائلته تعارض مرسي ولكنه مؤيد له ) يسكن في هذا الشارع الجانبي
فانطلقنا نحو منزله ..
فإذا به يقف عند بوابة المنزل ويدخل السيدات داخل البوابة .. وحين رآني قال لي اطلعي فوق بالولاد
فدخلت منزله فإذا بالمنزل أكثر من 200 امرأة وطفل ممن كانوا بالمسيرة
كان الأطفال يبكون بشدة .. وابنتي تتعلق برقبتي وتصرخ فزعة مما يحدث
وكان هناك رجل كبير في السن قد أصيب بكسر في قدمه
حاولت أن أجري له بعض الاسعافات التي تعلمتها أثناء الدراسة .. ولكن الرجل كان يتأوه بشده !!
اطلبوا الاسعاف !!
اتت سيارة الاسعاف .. ولكن البلطجية منعوها من التقدم ..
كان هذا الرجل يتأوه .. وبالأسفل كان هناك تراشق بالزجاجات الفارغة .. وأصوات إطلاق لا أعرف عن أي سلاح يصدر هذا الصوت !!
وفجأة ..
هدأ الشارع .. واختفى البلطجية .. فانتظرنا قليلا .. ثم بدأ الأخوات بالنزول ثلاثة بثلاثة ..
وفجأة ..
هجم البلطجية ثانية .. ولكن هذه المرة نحو العمارة التي كنا بها
كانت بوابة العمارة زجاجية .. فاقتحموا البوابة !!
وصعدوا على السلالم .. يكسرون زجاج نوافذ السلم .. ويصيحون " اخرجوا ، اطلعولنا " ..
عندها تذكرت دعاء الرسول في غزوة الاحزاب حين ظنوا أنهم قد أحيط بهم
" اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا "
همسنا في أذن بعضنا البعض أن رددوا هذا الدعاء
جاءت مدرعة أمن مركزي ..
ولكننا ظللنا محتجزين داخل هذه الشقة .. قرابة الساعتين .. والبلطجية بالاسفل يصدرون الاصوات بالسيوف .. وصوت الطلقات التي لا أعرف ماهي .. لا يتوقف ..
كان الجميع يحاول الاتصال بذويه ليطمئن عليه .. وكانت معنا سيدة تبحث عن بناتها الذين كانوا معها .. فتبكي وتتصل .. وتتصل .. ولا تجد أي خبر !!
وكانت أختى تتصل بزوجها .. فإذا به يرد منهكا .. أنا رايح المستشفى ..!!
ظلت تبكي .. وأنا أحاول الاتصال به ثانية لأفهم ..
فعرفنا أن رأسه فتحت !!
وبعدها جاءني هاتف .. " هالة أبو شعيشع .. وأبلة أمال .. و اثنين كمان استشهدوا .. .. وأميرة عبد الرحيم واخدة طلق خرطوش .. ووووووو "
آآآآآآآه .. مر الوقت عصيبا .. ونحن محتجزين في هذه الشقة .. والبلطجية على البوابة
ونحن نتمنى أن تكون تلك الاخبار التي تأتينا كاذبة !!
ولكنها للأسف .. كانت صادقة !!
ثم أتت مدرعة جيش ..
فالتف البلطجية حولها يهتفون " الجيش والشعب إيد واحدة " !!
كان أحد سكان العمارة ( وهو شديد المعارضة لمرسي ) يعرف بعض البلطجية بحكم الجيرة ..
فتفاوض معهم .. إنهم يسيبوا الستات على الأقل .. ويخلوهم يمشوا ..
وطلع قالنا .. لو الستات مشوا .. الرجالة اللي هيتبقوا هيموتوا..
خلوا الرجالة ينزلوا واحد بواحد .. ويمشي لوحده ولا كأن في حاجة
وبعد ما الرجالة نزلوا .. بدأنا ننزل احنا الستات ثلاثة بثلاثة
والبلطجية يقولوا " الخرفان أهم " ويقولوا لنا " علشان تحرموا بعد كده تنزلوا "
فعرفت حينها .. أنهم يريدون تخويفنا حتى لا ننزل ثانية
لأن نزولنا وحشدنا يرعبهم .. ويربكهم !!
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!
والله لن أترك بلدي لهم ..
فإما أن أعيش حرة على أرض بلادي ..
أو أعيش حرة .. تحت الأرض في كفني !!
فالشهيد لا يموت