نتقدم لشعبنا العظيم، بأرق التهاني وأعظم الأماني بعيد الفطر المبارك، الذي يأتي هذا العام والمصريون يجاهدون سلميًّا لاستعادة حريتهم وكرامتهم من الانقلابيين الدمويين الذين استولوا على السلطة وأطاحوا بالشرعية وإرادة الشعب، إضافةً إلى جهاد النفس المتمثل في الصيام والقيام والزكاة، تقبل الله من الجميع.
لماذا خرجنا إلى الشوارع والميادين؟
خرج المصريون إلى الشوارع في مظاهرات متواصلة في كل محافظات مصر واعتصموا في ميادين كثيرة منذ شهر ونصف ولا يزالون رفضًا للانقلاب العسكري الذي أطاح بالشرعية الدستورية واختطف الرئيس المدني المنتخب وأخفاه وعطل الدستور المستفتى عليه من الشعب، والذي أقسم قائد الانقلاب على احترامه وحل مجلس الشورى المنتخب، وأغلق القنوات الفضائية المعارضة للانقلاب واعتقل القيادات السياسية وأطلق جنوده يقتلون ويصيبون المتظاهرين السلميين حتى وصل عدد القتلى (الشهداء) إلى 500 شهيد والجرحى إلى عدة آلاف جريح والمعتقلين إلى 2000 معتقل خلال ثلاثة أسابيع فقط، بعضهم قتل وهو يؤدي الصلاة وبعضهم قتل داخل المساجد بعد حصارها.
خرج المصريون رفضًا لعودة نظام مبارك ورجال مبارك الذين بدءوا يزحفون على مناصب الدولة من جديد لعودة الفساد والاستبداد وإجهاض ثورة 25 يناير 2011م
ورفضا لعودة الدولة البوليسية القائمة على التجسس والتعذيب وتلفيق التهم وتكميم الأفواه وإرهاب المواطنين، وقد تم فعلاً إعادة ضباط جهاز مباحث أمن الدولة المتهمين بالتعذيب أثناء حكم حسني مبارك إلى العمل.
ورفضًا لإجهاض المشروع التحرري المتمثل في السعي لإنتاج الغذاء والدواء والسلاح، وإقامة المشروعات التنموية العملاقة مثل مشروع محور قناة السويس، ووادي التكنولوجيا، واستخدام الطاقة النووية النظيفة.
ورفضًا للعودة إلى سياسة التبعية لأمريكا وإسرائيل والخضوع لنفوذهما ضد المصلحة الوطنية العليا.
ورفضًا لإقحام الجيش في السياسة وانصرافه عن مهمته المقدسة، لأن ذلك يعني مصادرة الديمقراطية وسيادة الشعب وفرض نظام حكم ديكتاتوري عانت منه مصر طوال ستين عاما .
صمود حتى النصر:
إن الجماهير التي ضحت بكل شيء حتى أرواحها ودمائها إنما تخوض أشرف ملحمة تهدف إلى عدم تمكين العسكريين من رقبة الدولة وحكمها بالحديد والنار، وتهدف إلى نظام حكم مدني ديمقراطي دستوري؛ لأن في ذلك إنقاذ مصر وشعبها وأجيالها من تغول الانقلابيين العسكريين على السلطة، والعودة إلى الظلام .
لذلك فإننا نشكر كل المصريين الأحرار الذين اعتصموا في الميادين وخرجوا في مظاهرات الشوارع في كل المحافظات استكمالا لثورتهم في 25 يناير 2011م واستعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب، وندعوهم إلى مزيد من الحشد والاستمرار والصبر والسلمية، فهذه هي مقومات النصر الذي لاحت بشائره – بإذن الله – وليكن إصرارهم أثناء العيد وبعده على إظهار الزخم الشعبي العام الرافض للانقلاب، وعلى كل من لم يشارك حتى الآن أن يكون إيجابيا ويشارك إخوانه المواطنين في جهادهم السلمي بالاعتصامات وتوسيع نطاق التظاهر ليصل لكل شارع وقرية ونجع، فالقضية تخص الوطن والشعب بكل طوائفه وأفراده.
ولا يفوتنا في النهاية أن ندعو للشهداء الأبرار أن يتقبلهم الله برحمته وللمصابين أن يعجل لهم الشفاء والعافية، ولليتامى والثكالى والأرامل أن يتولاهم الله بعنايته، وواجب علينا أن نرعاهم ونكفلهم بمنتهى الكرم والأريحية، وندعو على القتلة والمجرمين والخائنين أن يعجل الله لهم العقوبة؛ ويعظم منهم القصاص .
(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها مما يفعله بعض أبنائها ..
والله أكبر وتحيا مصر
التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب