وصف حزب "النهضة" الإسلامي الموقف الجديد للحكومة الجزائرية من الانقلاب العسكري في مصر بـ"الخطير"، ورآه غريبا عن المواقف التاريخية للدولة الجزائرية المستمدة أساسا من مبادئ ثورة أول نوفمبر 1954.
جاء ذلك حيث قال وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، أنه أبلغ القاهرة برغبة الجزائر في مواصلة التعاون مع مصر دولة لدولة، وهو ما يعني الاعتراف بحكم الانقلابيين في مصر.
وقال مدلسي، في نشرة القناة التلفزيونية الحكومية الناطقة بالفرنسية "كنال ألجيري"، أنه ليس هناك خيار آخر غير العمل سويا لما فيه مصلحة الشعبين، حسب تعبيره.
لكن لفت القيادي بحزب "النهضة" امحمد حديبي إلى "تعمد" وزير الخارجية إصدار هذه التصريحات من القناة الرسمية الموجهة للجالية في الغرب "كنال ألجيري"، وقال مدلسي : أراد من خلال هذه الخطوة التعتيم على الرأي العام الداخلي وتسويق موقفه للخارج. وندد حديبي باستخدام الوزير للغة الفرنسية في تصريحه، معتبرا إياها إهانة للشعب وللدولة، محمّلا إياه مسؤولية ما يترتب عنها.
وحول سؤال عن الموقف الرسمي الجزائري من ثورات الربيع العربي، قال وزير الخارجية مراد مدلسي أن الجزائر تحترم إرادة شعوب الربيع العربي، وتعمل مع القيادة التي اختارتها هذه الشعوب سواء تعلق الأمر بتونس أو ليبيا أو مصر, قبل أن يعترف بأن فهم موقف الجزائر تطلب بعض الوقت.
تصريحات مدلسي وصفها رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، بالمهينة، وقال "لا يوجد في الدنيا من يمكنه ألا يصف ما حدث في مصر بأنه انقلاب إلا من كانت له مصلحة في ذلك". وأضاف "من يؤيد النظام الانقلابي في مصر فلأن له شبها به، لذلك أرى أن النظامين هنا وهناك متشابهان".
وفي السياق، شكك تواتي في أن يكون هذا الموقف جاء بتوجيهات من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وأضاف في تصريح لشبكة الجزيرة: "بوتفليقة لا يقدر حتى على الكلام المبين، ورأينا حركاته المتثاقلة في الصور التي بثها التلفزيون الرسمي".