أكد المؤرخ "محمد الجوادي" أن الوضع في مصر صار مقلوبا، فرغم أن فئة المؤيدين للشرعية هي من تُقتل ويعتقل وينكل بها، إلا أن البعض الآخر ما زال يوجه لها سهام الاتهامات اللاذعة.
وحكى "الجوادي" في حديثه أمس الإثنين بقناة الجزيرة- قصة حقيقية للدلالة على أثر ذلك على الأجيال القادمة؛ فقال إنه قد تصادف وجود طفلين أحدهما والده ضابط والآخر والده شهيد في رابعة، وفي حفل بداية المدارس في إحدى المدارس الدولية، قال الطفل الذي والده ضابط لزميله دون أن يعرف بقصته "على فكرة بابا بيقول إنكم إرهابيين، وإن كل اللي مربيين ذقنهم إرهابيين"، فقال الطفل الثاني لصديقه:"بابا ما قاليش حاجة؛ لأنه مات شهيدا في رابعة".
وأضاف الجوادي أن هذه هي المعادلة الغريبة في مصر الآن، وهي أن الشهداء والجرحي جميعا قد لاقوا العنت كله، ومع ذلك فالآخرين مازالوا يقولون عنهم أنهم إرهابيون.
واستطرد الجوادي مشيرا إلى أن بعض الضباط قد أصبح يحمل هما لتلك الدماء التي أريقت حتى ولو لم يكن قد تسبب فيها، بل إن أحدهم بدأ في العلاج عند طبيب نفسي، خوفا منه أنه يتحمل في رقبته تلك المجازر، رغم أنه لم يشارك فيها .