حقاً انه موقف محرج بات يهدد شاشات قنوات الفلول ومن والاهم بعد أن أعلن السيسي صراحة رغبته في التصالح مع جماعة الإخوان المسلمين لتستقر له الأمور وهذا القرار وضع أصحاب المحطات الفضائية في مأزق أمام المذيعين الموسميين المتشدقين من محترفي الكذب الذين تعاقدوا معهم برواتب فلكية نظير تجنيدهم لتشويه صورة جماعة الإخوان المسلمين ولم يدخروا جهداً بوسعهم حيث تسابقوا في ماراثون صناعة الكذب والتضليل وكيل السُباب وصب اللعنات ليل نهار لتمرير الانقلاب العسكري وتبرير ماحدث من جرائم وانتهاكات ومذابح مابعد 30 يونيو ، وكان لهم أثر فعال في تشبع نسبة لابأس بها من المشاهدين.
كان ضمن نتائج ’’طرنش‘‘ الإعلام المصري المأجور أنه أحدث شرخا داخل المجتمع المصري مابين مؤيد للشرعية وبين المواطن البسيط الذي أعطى أذنيه لشاشات التليفزيون فأوحى له سحرة الإعلام أن من قتل وحرق واعتصم وهدد ووعد وتسبب في انقلاب القطارات وانهيار الكباري وطفح المجاري وحوادث الطرق وقطع الكهرباء والماء والغاز وانهيار البورصة وتعثر السياحة حتى البغلة التي تعثرت في أرض العراق نسبوها إليهم لأن الإخوان لم يمهدوا لها الطريق وأن من خَرم ثقب الأوزون هم ايضا جماعة الإخوان المسلمين، ولم يكتفي الإعلام المأجور بتصويب سهامهم للصدور العارية فتسابقوا ينسبون كل حدث للاخوان قبل التحقيقات ثم تخرج علينا فئة أخرى ليس لها علاقة بالإخوان من قريب أو بعيد لتعلن مسئوليتها عن الاغتيالات والحرائق وغيرها ولم يتوارى الإعلام خجلاً أن يستمر في إصراره وعناده المستميت بإلقاء التهم جزافا للنيل من جماعة الإخوان المسلمين.
ربما كان من أكثر المتوارين خجلاً هو الإعلامي محمد الغيطي الذي شن هجوما عنيفا أول أمس على السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية بسبب تصريحه الذي دافع فيه عن قطر وقال: «الأيام ستثبت مدى التزام قطر بعدم التدخل في شأننا» ووصف "الغيطي" هذا التصريح بأنه «في منتهى الخطورة» وأضاف الغيطي عبر برنامجه «صح النوم» الذي يُعرض على فضائية «التحرير» أن هذا التصريح يؤكد أن «مساعد وزير الخارجية لا يقرأ الصحف ولا يعرف ما يدور حولنا» قائلاً: «الراجل ده مش عايش معانا والكلام ده معناه إنه يا إما إحنا كدابين وبنضحك على جمهورنا أو يا إما حضرتك بتشرب حاجة» -على حد وصفه- وطالب الغيطي وزير الخارجية نبيل فهمي بمحاسبة مساعديه على التصريحات التي يدلون بها قائلاً: «من كام يوم برضه طلع سفيرنا في لبنان قال إن (الإخوان فصيل وطني) ولما الدنيا قامت عليه اعتذر وقال (الصحيفة هي اللي حرفت كلامي)» حسب قوله.
بعد مبادرة التصالح مع الإخوان المسلمين التي دعا لها السيسي أو بادر بها للم الشمل ونزع فتيل الصراعات والتظاهرات اليومية لن يكون هناك مجالا أو فرصة لإعلام الإنقلاب غير ’’بلع‘‘ الألسنة وفض عقود العمل بينهم وبين فضائيات الفلول وعودتهم من جديد إلى حزب الكنبة ولسان حالهم الجاف معترفا أن الأخوان فصيل وطني وشريك فعال ولهم من الخدمات الخيرية الكثير وكان لهم دور فعال في حماية ثورة يناير عشية أن واجهوا بلطجية الدولة العميقة أو الفلول بصدورهم العارية في موقعة الجمل مستشهدين بما اعترف به من قبل كبيرهم الذي علمهم السحر ساويرس أن الإخوان المسلمين دورهم لا ينكره إلا جاحد وهذا الاعتراف موثق بالصوت والصورة على شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي.
بعد قلب الحقائق وتزييف الواقع وهذا التأجيج الذي بلغ حدة التناحر وتهييج الرأي العام على جماعة الإخوان المسلمين جميعنا الأن نتساءل بأي وجه سيظهر علينا إعلام الانقلاب ، وبأي قصيدة غزل سيمتدح الإخوان بعد مصالحة السيسي ؟