الفيلم الوثائقي الرائع المندس يثبت أن العسكر هم رعاة البلطجية الذين يروعون الشعب المصري المسلم، و انتهى بطل الفيلم إلى استخلاص نتيجة عجيبة جدااااا، و هي أن الرئيس مرسي و بعدما تم تسليم مؤسسة الرئاسة وثائق الفيلم في يوم 11 أغسطس 2012 لم يفعل شيئا، و هو مقصر و لا يقدر المسؤولية مع فريقه الرئاسي، و هو فساد في الاستدلال، و إغفال للقرارت الرادعة للرئيس.
و لا شك أن بطل الفيلم فاته مشاهدة نشرة اﻷخبار يوم 8 أغسطس 2012 ، أي قبل ذهابه للقصر الرئاسي بثلاثة أيام في 11 أغسطس، لتقديم ما لديه من معلومات، فلو شاهد نشرة اﻷخبار لعرف أن الرئيس عزل قائد الشرطة العسكرية حمدي بدين وكذا مدير المخابرات العامة مورد البلطجية وكذا رئيس الحرس الجمهوري.
و لو شاهد بطل الفيلم نشرة اﻷخبار بعد عدة ساعات من خروجه من القصر الرئاسي
، لانتهى الفيلم إلى أن الرئيس مرسي عبقري، و أجرأ حاكم عرفته مصر منذ 300 عام.
وبعد ساعات ، من ذهاب بطل فيلم المندس للقصر الرئاسي، قرر الرئيس، و ﻷول مرة في تاريخ مصر، عزل جميع قادة الجيش وعددهم 170 لواء ما بين أعضاء المجلس العسكري وقادة الجيوش و اﻷفرع الرئيسي، وذلك في غضون شهرين من توليه الحكم، و هو ما عجز عن فعله عبد الناصر طوال 13 عاما حكم فيها حتى وقعت وكسة العسكر في 1967، و انتظر محمد علي ل 6 سنوات ليفعلها مع المماليك، و انتظر السادات لشهور ليفعلها بمعاونة الحرس الجمهوري، بينما الرئيس مرسي فعلها بمفرده وكان الحرس الجمهوري صده.
كما تكشف تصريحات أبو العلا ماضي ، من أن الرئيس مرسي أبلغه بأن المخابرات ترعى تنظيما سريا من البلطجية قوامه 300 ألف بلطجي، من أن الرئيس كانت لديه معلومات أعمق بكثير و كثير عما ورد في فيلم المندس، و أسبق منها بكثير.
كما أن اعتماد السيسي على استخدام الكنيسة و ساويرس و التابعين له في استئجار البلطجية و البلاك بلوك، يكشف أن الرئيس مرسي تمكن من إبطال مفعول تنظيم البلطجية التابع للمخابرات و أمن الدولة، و تصريحات وزير داخلية العسكر بأن الرئيس مرسي مسح ذاكرة مباحث أمن الدولة، بفصله للعشرات من الضباط و إبعاد آخرين لمناصب إدارية، و هو ما اضطر السيسي لاستخدام الكنيسة في إنشاء البلاك بلوك لترويع الشعب المصري المسلم.
ولما كان يتعذر على الرئيس إحكام سيطرته على الكنيسة أو تفتيش مقارها، لتبعيتها ﻷمريكا و الغرب، و حتى لا يحدث صدام بين مصر و العالم الغربي، فقد أقدم الرئيس مرسي على عزل النائب العام الفاسد، و تعيين آخر جديد ليقبض على البلطجية.
كما فصل الرئيس 400 من قيادات الشرطة في صمت حتى لا يحدث عصيان بين أفرادها.
ثم امتد نشاط الرئيس مرسي، إلى تحضير ملف قضائي موثق باﻷدلة على دور الجيش في أحداث البلطجة في محمد محمود وغيرها، حتى يقدمهم للمحاكمة في الوقت المناسب، فالرئيس مرسي استلم مصر، و هي مريض موضوع على التنفس الصناعي.. يحتاج لزرع قلب و كبد و كلي ورئة... و أي تسرع سيموت المريض، و قد قرأت هذا الملف ووضعته لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس ، و أوضحت باﻷسماء تورط قيادات الجيش و المخابرات الحربية في سفك دماء أبناء الشعب المصري المسلم. لكن المشكلة أن الرئيس كان يحارب على جبهات عديدة من بينها منافقو حزب النور وأبو الفتوح و عمرو خالد ومن في قلوبهم مرض و الجهلة و الذين يمارسون الترف الفكري، و اﻷكثر أمريكا و أوربا و إسرائيل و الحكام التابعين لهم حول مصر.
ولو صارح الرئيس الشعب المصري المسلم، بأن الجيش هو عدو للشعب و خائن ، و مجرد حزب عسكري علماني ينهب و يسرق الشعب و يسهل للغرب نهب ثروات مصر، فهل كان الشعب سيستوعب صراحة الرئيس.
كما يثبت فيلم المندس، أن الرئيس مرسي أحسن اختيار فريقه الرئاسي، فعضو الفريق الذي قابل بطل الفيلم، لم ينشغل يتوافه اﻷمور مثل القبض على البلطجية الذين توصل لهم بطل الفيلم، و ظن أنه بالقبض عليهم ستكون اﻷمور عال العال، إنما عضو الفريق الرئاسي طالبه بمعلومات عن العسكريين المتورطين باعتبارهم عمود الخيمة، لو تم نزعها لسقطت الخيمة كلها، وواضح من الفيلم أن لا يحوى معلومات ذات شأن عن الشخصيات العسكرية المتورطة في توريد البلطجية.
وواضح أن بطل الفيلم انشغل خلال لقائه مع عضو الفريق الرئاسي، بالقبض على مجموعة من تجار التجزئة في سوق المخدرات ظنا منه، بأن ذلك سيوقف انتشارها، بينما عضو الفريق الرئاسي يبحث عن المنبع ليلقي القبض عليه ، فهو يريد تتبع السلسة لمنبعها، و هو ما يكشف عن رجل دولة، لا تشغله الصنام الصغيرة عن إسقاط الصنم الكبير و هم العسكر.
أما كون أن القصر الرئاسي مراقب أمنيا، فهذا يكشف عن حيطة الرئيس وفريقه الرئاسي، و إدراكهم لما يفعله خصومهم في المخابرات و العسكر، علما بأن القصر الرئاسي مراقب من عهد عبد الناصر و السادات ومبارك، رغم أنهم حكموا لسنوات عديدة.
بل إن أمريكا تتجسس على رئيس فرنسا ومستشارة ألمانيا، ورغم كل المراقبة وزرع أجهزة التجسس في القصر الرئاسي، فإن العسكر لم يتمكنوا من تسجيل أي محادثة للرئيس أو فريقه الرئاسي.
وطبعا زرع أجهزة التنصت سهل جدا من خلال جيش الموظفين الموجودين في القصر.
و رغم ذلك لم يعرف العسكر بقرارات الرئيس قبل صدورها، مثل عزل قائد الحرس الجمهوري أو مدير المخابرات أو عزل المجلس العسكري وجميع قادة الجيش.
أما عن دخول بطل فيلم المندس بكاميرا تسجيل سرية لقصر الرئاسة، فهذا مسؤولية المخابرات وهي طبعا متآمرة ضد الرئيس، و في حديد معلوماتنا جميعا، فإنه لا يوجد في المخابرات ضباط من اﻹخوان المسلمين كان يمكن للرئيس و فريقه الرئاسي الاستعانة بهم