أحد مؤسسي "ثورة البنات": الأمن لم يتخذ أي خطوات أو استعدادات رغم تحذير المنظمات النسوية
فتيات تفرحن بأزيائهن الجديدة التي اختارتها بعناية لتكون أجمل من صديقاتها، يتماشين معا في الحدائق والبسمة على وجههن تخبر الجميع أن ينظرن إلى ملابسهن الجديدة، ولكن هناك عيون تنظر لأشياء أخرى غير ملابسهن، تخترقها بنظرات حادة، وتحاول الاحتكاك بهن لفظا، وحبذا لو انطلقت منهن ضحكة خافتة لتحول اللفظ إلى لمس، يبدل داخلهن فرحة العيد بالخوف، وتتحول الخضرة حولهن إلى غابات واسعة لا يستطعن الهروب منها ومن الذئاب التي انتشرت بينهن.
شهدت الحدائق العامة منذ أول أيام عيد الفطر حالات تحرش جماعي فاقت التوقعات، وكان أكثرها في حديقة الفسطاط بمصر القديمة، التي اختفت فيها معالم العيد وبدت كغابة يصطاد فيها الذئاب فرائسهم في تجمعات كبيرة، فانتشرت صورا كثيرة من داخل حديقة الفسطاط مفزعة لأعداد كبيرة من الصبية والشباب يتجمعون حول الفتيات ويقوموا بالتحرش بهن، وسط غياب الأمن وعدم تدخله.
ورغم استعداد المنظمات والحركات النسوية، وحملات التحرش للتصدي لهذه الظاهرة إلا أنها لم تستطع سوى تغطية بعض الشوارع الرئيسية ببعض المناطق ولم تمتد للحدائق العامة، ما أسفر عن هذه المشاهد المؤلمة التي تعرضت لها الفتيات بالحدائق، وقضت على فرحتهن وبهجتهن بالعيد.
ويستنكر مايكل نزيه، أحمد مؤسسي مبادرة "ثورة البنات"، دور الأمن السلبي، قائلا إنه طالما لا يوجد أي قانون مفعل ضد هذه الظاهرة ستزيد بشكل تصاعدي، كما لم نسمع من أجهزة الأمن عن أي خطط للاستعداد لأيام العيد رغم تحذيرات المنظمات النسوية لاحتمالية وقوع مثل تلك الحوادث، والتي آخرها كان سقوط ضحية للتحرش في طنطا تحت سيارة أحد المتحرشين.