الجزيرة
يمتلئ فضاء الإعلام المصري منذ انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي بوجوه ورموز إعلامية مارست منذ ذلك التاريخ حملة تحريض صارخة ضد جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وتيار الإسلام السياسي بشكل عام.
ففي غالبية القنوات التلفزيونية سواء كانت رسمية أو خاصة، برزت تلك الوجوه التي كان بعضها يهاجم حكم مرسي وجماعة الإخوان المسلمين "على استحياء" قبل الانقلاب، في حين اختفت وجوه أخرى لطالما استخدمت أقسى عبارات التهكم والسخرية والسب والقذف بحق من في السلطة من خريطة الإعلام المصري.
"إذا خاصم فجر".. جملة ربما تنطبق على حال الإعلام المصري حاليا في خصومته مع رافضي الانقلاب، تلك الخصومة التي جعلت الكثير من الإعلاميين ومقدمي البرامج الشهيرة لا يتورعون مثلا عن الدعوة للتخلص نهائيا من جماعة الإخوان المسلمين، بل واتهامها بـ"الإرهاب" ومحاولة تفتيت الوطن.
نماذج
يمتلئ فضاء الإعلام المصري منذ انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي بوجوه ورموز إعلامية مارست منذ ذلك التاريخ حملة تحريض صارخة ضد جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وتيار الإسلام السياسي بشكل عام.
ففي غالبية القنوات التلفزيونية سواء كانت رسمية أو خاصة، برزت تلك الوجوه التي كان بعضها يهاجم حكم مرسي وجماعة الإخوان المسلمين "على استحياء" قبل الانقلاب، في حين اختفت وجوه أخرى لطالما استخدمت أقسى عبارات التهكم والسخرية والسب والقذف بحق من في السلطة من خريطة الإعلام المصري.
"إذا خاصم فجر".. جملة ربما تنطبق على حال الإعلام المصري حاليا في خصومته مع رافضي الانقلاب، تلك الخصومة التي جعلت الكثير من الإعلاميين ومقدمي البرامج الشهيرة لا يتورعون مثلا عن الدعوة للتخلص نهائيا من جماعة الإخوان المسلمين، بل واتهامها بـ"الإرهاب" ومحاولة تفتيت الوطن.
نماذج
أحد الإعلاميين المشاهير ورئيس تحرير صحيفة يومية يقدم برنامج على قناة خاصة معروفة بعدائها للإسلاميين، خصص حلقات برنامجه طوال شهر رمضان الماضي لمهاجمة الإخوان، وحث الجيش على فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة، حتى وإن كلف ذلك عددا كبيرا من القتلى والجرحى، كما هاجم الجيش والشرطة على تقاعسهما في هذا الأمر.
استخدم هذا الإعلامي الشهير مصطلحات غير لائقة في وصف التيار الإسلامي وأنصار الرئيس محمد مرسي، ففي إحدى حلقات برنامجه أحضر طبقا من البيض وأخذ يضرب به الكاميرا قائلا "نحمل البيض لمصر" سخرية من شعار حملة الحملة الانتخابية لجماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية والرئاسية "نحمل الخير لمصر".
وفي حلقة أخرى أكثر إثارة للجدل، سخر هذا الإعلامي من المتحجبات، بل حرض عليهن معتبرا أن "حجاب المرأة ليس من الإسلام في شيء ولم ينص عليه القرآن الكريم ولا السنة النبوية الشريفة، وما نراه من زي النساء في العالمين العربي والإسلامي لا علاقة له بالإسلام".
كرة أرضية برابعة
في قناة أخرى ظهرت بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، برنامج آخر يقدمه صحفي معروف في الوسط الإعلامي المصري بعلاقته بجهاز أمن الدولة سابقا (الأمن الوطني حاليا)، وقد تبارى أيضا في مهاجمة الإسلاميين ووصفهم بأقصى ما يمكن من مفردات "الإرهاب والتطرف والتشدد"، وعمد إلى استضافة كل المعروفين بعدائهم للإخوان خاصة الضباط السابقين والحاليين في جهاز أمن الدولة ووزارة الداخلية.
هذا الصحفي كان مثارا للسخرية والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن قال في إحدى حلقات برنامجه إن "هناك كرة أرضية أسفل ميدان رابعة العدوية قام الإخوان بدفن القتلى الذين قتلوهم فيها".
نموذج ثالث لإعلامية شهيرة بدأ نجمها يلمع في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وعرف عنها مشاركتها في حملة التمهيد لتوريث الحكم لنجله جمال مبارك، منحتها إحدى القنوات الخاصة برنامجا يمتد لساعات خصصتها لترويج كل ما من شأنه "شيطنة" جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي، ونشر أخبار وتقارير ملفقة على لسان مصادر غير معروفة لتحقيق الهدف ذاته.
تهكم وسخرية
هذه الإعلامية أيضا أثارت موجة من التهكم بسبب ما تكرر منها من بث أنباء عن وقوع حوادث قبل وقوعها بساعات، مثل حرق المجمع العلمي في الأحداث التي عرفت بأحداث "مجلس الوزراء"، كذلك ما ذكرته في حلقات برنامجها من أن أنصار مرسي الذين كانوا معتصمين في رابعة والنهضة حصلوا على أسلحة من الجيش السوري الحر.
على القناة نفسها برنامج لإعلامي آخر اشتهر بالتباين الواضح في موقفه من نظام مبارك قبل وبعد الثورة، وكان من أبرز الشخصيات التي ظهرت في مقاطع الفيديو التي فضحت تلون إعلاميين بمصر بعد الإطاحة بمبارك، سار على نفس نهج زملائه في مهاجمة الرئيس مرسي وجماعة الإخوان، وكان أبرز ما ورد في إحدى حلقاته اتهامه النظام الحاكم بالمسؤولية عن إعلان أحد المواطنين شركه بالله.
لا تنتهي النماذج التي يحفل بها الإعلام المصري وكأن الجميع في سباق ليثبت ولاءه لسلطات الانقلاب من خلال بث روح الكراهية في المجتمع المصري لكل من يثبت تأييده لمرسي أو لتيار الإسلام السياسي.
ومع كثرة الأكاذيب وتكرارها فإن أحدها يخطف الأنظار بجدارة حيث ذهب صاحبه بعيدا عندما أراد كعادته أن يكيل الاتهامات لجماعة الإخوان ويحملها مسؤولية كل الأخطاء، فاتهم الجماعة بأنها المسؤولة عن سقوط الأندلس مع أن الجماعة تأسست قبل نحو 80 عاما بينما سقوط الأندلس كان قبل مئات السنين.