علاقة الدعوة السلفية بالمخابرات الحربية وصراع الانقلابيين يمد التصويت يوما ثالثا !!

انشر هذا الموضوع :
بقلم اسلام مهدي
سنة 1988 اشتهرت قضية الـ «كربون كربون» عالميا.. تلك القضية التي أنهت سلطة «المشير أبو غزالة»؛ على إثر إدانة أمريكية له بسرقة أسرار الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى.. و ليس سرًّا أن مبارك قد أدار هذه القضية ليتخلص من وزير دفاعه القوي؛ خوفا من شعبيته المتنامية داخل الجيش و مطالبة كثير من القادة له بالانقلاب على مبارك.. تسألني: و كيف تخلص مبارك من أبي غزالة رغم أنه يسيطر على الجيش؟
أجيبك بأن المخابرات أخي القاريء هي التي تدير كل شيء بينما كل أسلحة الجيش التي يرهبك بها في الشوارع ليست إلا تابعا و حارسا لقرارات المخابرات! و يكفيك أن تسمع عن اثنين من أركان مؤامرة مبارك على أبي غزالة اشتهرا بعد ذلك كرجلين من أقوى رجال نظامه: اللواء عمر سليمان؛ و كان الرجل الثاني في المخابرات الحربية حينها.. فرقاه مبارك و جعله مديرا للمخابرات العامة.. ثم تضخم بدوء و ساعده خرف مبارك و شيخوخته ليكون هو الرجل الأقوى في النظام، و اللواء عبد السلام المحجوب؛ و كان وكيل المخابرات العامة آنذاك فأخرجه مبارك ليلمع النظام بإنجازاته الصورية محافظا ثم وزيرا.. و كان مرشحا احتياطيا حال لم يُفلح التوريث..
الآن أيضا ستتأكد من صراع المخابرات إذا نظرت من نافذة منزلك.. فقط انظر من نافذة منزلك.. لتجد بانرات و بوسترات تأييد السيسي أكثرها ممهورا بشعارات الدعوة السلفية و حزب النور! تسألني: و ما دخل هؤلاء بصراع المخابرات؟ فأخبرك عن تبعيتهم الصريحة للمخابرات الحربية! فهم لا يقفون مع مدير المخابرات الحربية السابق «السيسي» داخل مصر فقط! بل لهم كتائب عسكرية في سوريا تقاتل هناك جنبا إلى جنب مع «أحرار الشام» و تعمل على بث الفتنة بين الفصائل و تكتسب خبرة عسكرية ستستخدمها في مصر عما قريب إذا احتاج «السيسي» إلى صحوات مسلحة تحميه من الثوّار كما يحتاج «المالكي» في «العراق»! ابحث فقط في جوجل عن «كتيبة أبو سهل» ثم ابحث عن صورة قائدها القتيل لتجدها صورة «محمد سليمان» أحد أخلص رجال برهامي المشهورين في مسجد «الخلفاء الراشدين» بالإسكندرية!
و لا تزال هذه الكتيبة تعمل و تستهلك ما تجنيه الدعوة السلفية من تبرعات لسوريا.. لا لخير أهل «سوريا» و لكن لتبث أفكار الدعوة السلفية بين المجاهدين و تنقل أخبارهم إلى المخابرات الحربية في مصر! بالطبع لم ينجح ذلك الاختراق في ليبيا! لأنه بمجرد أن صرح رجال الدعوة السلفية بانتمائهم في معسكر التدريب كاد المسؤولون يطلقون عليهم النار هناك فهربوا من المعسكر تحت جنح الظلام!


و بالطبع ليست هذه أول حادثات تعاون الدعوة السلفية مع المخابرات الحربية دوليا! فلا تنسى أن «السيسي» قد عمل ملحقا عسكريا في «الرياض». و منصب الملحق العسكري يعني «مندوب المخابرات الحربية»! و «الرياض» هي العاصمة المقدسة التي يهرع إليها مشايخ الدعوة السلفية دومًا لتأدية الحج! تماما كما يهرع الفريق أحمد شفيق إلى دبي لأداء تلك الفريضة!


و لم تكن معلومة الكتائب المسلحة هي أول معلومة تصلني عن عمل الدعوة السلفية مع المخابرات الحربية! بل لقد بلغتني المعلومة الأولى عن ذلك قديما.. سنة 1998! حين قررت أن أنضم لهذه الدعوة و لايزال أثر مسلسل «العائلة» قائما في أذهان الناس عن أن الجماعات الإسلامية تحرم الخيار! حينها ثار قلق بعض أقاربي ليسأل صديقا له ضابطا بالمخابرات الحربية عن خطورة الدعوة السلفية.. فطمأنه صديقه قائلا «دول ناس تبعنا».. و الطريف أن هذا الصديق الضابط كان ملتحيا لحية سلفية كثة و هو في الخدمة! بينما لا يظهر في الأوساط الاجتماعية أبدا!


 
الآن يصرخ إعلام الفلول بفشل عملية التصويت و يندب على ذلك! و تنتشر الأخبار منذ الأمس أن القضاء يتذمر من مد فترة التصويت لأن هذا المد غير قانوني! و لأنه يطعن بعد ذلك ببطلان الانتخابات! حيث تنص مادة «26» من قانون الانتخابات الرئاسية لجمهورية مصر العربية لعام 2014 أنه «يجرى الاقتراع فى يوم واحد، تحت الإشراف الكامل للجنة الانتخابات الرئاسية، ويجوز فى حالة الضرورة أن يجرى الاقتراع على يومين متاليين».. و الضرورة تُفسَّر تلقائيا بأنها ضخامة الحشود و عدم تمكنهم من التصويت! و هذه ليست متوفرة بشهادة الإعلام.. الإعلام الذي يتبع المخابرات العامة! بل الذي أسسته المخابرات العامة! فكما يعلم الجميع لقد خرج كل هؤلاء الأراجوزات من تحت مخرطة «صفوت الشريف» أو «موافي» كما يطلقون عليه في أروقة المخابرات.. رجل الدعارة الأول بالمخابرات العامة!


فإذا وجدت أخي القاريء أن فريقا تابعا للمخابرات العامة «الإعلام» يقف موقفا معاكسا لفريق تابع للمخابرات الحربية «الدعوة السلفية»! بل لقد بدأ الإعلام في الضغط على «الدعوة السلفية» و إهانتها! كما صرح «إبراهيم عيسى» أنها «غزل بنات.. ما تجيش عسلية على عصاية»! و تعمدت «رولا خرسا» مخاطبة برهامي بـ «يا أخ ياسر.. فين الدقون» تحقيرا له و سخرية منه! في ظل احتجاج حملة «السيسي» و «حمدين» على مد فترة التصويت! إذا علمت كل ذلك.. فمن صاحب المصلحة في إجراء يهدد ببطلان الانتخابات؟ و ما الذي يدفع «الدعوة السلفية» للاستشهاد في سبيل «السيسي» حتى يخرج برهامي بزوجته و ابنته إلى لجنة الانتخاب ليحث أتباعه على التصويت! إذا عرفت كل ذلك و تأملت فيه قليلا.. فهل سيقر في نفسك أن المخابرات العامة تسعى الآن لاستعادة السيطرة بعد أن فقدتها بمقتل «عمر سليمان» و اعتلاء المخابرات الحربية السلطة متمثلة في «السيسي»؟! لقد كانت المخابرات العامة و الحربية على سواء تعملان في اتجاه واحد في يد مبارك.. فهل اختلف الوضع الآن؟ و هل سيطفو هذا الصراع على السطح بدلا من احتياجنا لتحليل الإشارات و فهم انتماءات المتصارعين لنفهم من الذي يتصارع حقيقة على الساحة السياسية؟ هل احترق السيسي و آنت التضحية به كبشا للفداء في سبيل بقاء سيطرة العسكر على مقدرات البلاد؟ و هل يدرك السيسي هذا المأزق فيبدأ في تصفية خصومه؟ هل تشتعل الحرب الباردة بين الفريقين أم يتفجر الصراع و يفور الدم؟ هل هناك «موافي» آخر غير «صفوت الشريف» يستعد للإمساك بزمام الأمور؟!..

انشر هذا الموضوع :

انضم لمدونة نهضة مصر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
نهضة مصر