حازم سعيد :
كلما منعت نفسي عن الخوض في حزب النور وياسر برهامي والفتي بكار ومن هم على شاكلتهم ، حرصاً على وقتي من تضييعه مع الهمل المثبطين ، كلما اعترضني تصريح من تصريحاتهم التافهة المتخذة من نصوص الشريعة التي يحفظونها لأعجب من كم التناقضات وقدر لوي عنق الحقائق بتصريحاتهم ، ومن قدرتهم الفذة على استدعاء أحكام الشريعة وإسقاطها على الواقع الذي لا يفقهونه أو يتعامون عنه .
مجموعة من التصريحات المتعاقبة من نوعية لقاء برهامي مع قواعد حزب النور المسرب ، وقرارات عدم الانسحاب من تمثيلية لجنة الخمسين ، وأمنيات برهامي أن يستقيل مكتب الإرشاد ، وتصريحات علي حاتم حول اجتماع التنظيم الدولي للإخوان ، وتأييد قرارات وزير الأوقاف الانقلابي حول غلق المساجد أو منع الجمعة بخمسين ألف مسجد بمصر ، وتصريحات برهامي عن موقف الإخوان من الأضحية وأنهم يهدمون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن صور المقاطعة الاقتصادية التي يمارسها الإخوان هي مما يضر بمصلحة مصر ، وتصريحات الفتى نادر عن أن من يعمل على إسقاط الجيش يعمل على إسقاط مصر في تعريض بداعمي الشرعية الذين يرفضون حكم العسكر ، وغيرها من التصريحات والآراء الشاذة والأفكار المتخلفة أجبرت قلمي على الكتابة رغماً عن مجاهدتي المستمرة على تجاهل هؤلاء الناس !
برهامي والإخوان .. عداوتهم ما حييت !
إن سيطرة الإخوان على - لاوعي - سلفيي حزب النور ، لهذه الدرجة واستغراقهم لأمرهم يذكرني بكلمة حيي بن أخطب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : عداوته ما بقيت !
مشكلة الأخ ياسر برهامي هي في عدم نسيانه لماضٍ سحيق له مع بعض شباب الإخوان حين ألقوه خارج المسجد - هكذا صرح هو في أحد دروسه - وقالها صريحة العام الماضي أو الذي قبله : أنا مش ناسي لهم الموقف دا .
فهل يمكن أن تسيطر التجارب الشخصية والحالة الشعورية التي يتعرض لها الفرد في بعض المواقف على آرائه وتقييماته بهذه الصورة ؟
أظن أن تناول الأمر بهذه الصورة هو نوع من حسن الظن ببرهامي وأمثاله ، وإلا فإن التأويل الأحكم والتفسير الأوقع لمثل هذا الشذوذ الفكري - وأزعم : العقائدي - هو في أن هؤلاء القوم متورطون في بلية من البلايا ويبتزهم الانقلابيون بها .
والذي يدفعني إلي فكرة القبول بهذه التأويلات ، هو عدم قدرتي على إسقاط هذا الذي يفعلونه على أدبياتهم التي صدعوا بها رؤوسنا ردحاً من الزمان الغابر أيام الصبا ، عن الولاء والبراء ونصرة المسلمين ونصرة الشريعة وحرمة الدماء .... الخ
لن - ولا - يمكنني ، ولم أستطع فهم التناقض الحادث بين كتاب المنة لبرهامي وكلامه عن الولاء والبراء ، وبين تطبيقه الواقعي على مستواه الشخصي أو مستوى حزبه والذي يقود هرم التنظير به .
جرائم متعاقبة
جرائم برهامي وحزبه خلال الشهرين الماضيين يعجزان أي دارس للشريعة عن الفهم إلا في ضوء حكمة عبد الله بن المبارك : يا معشر القراء يا ملح البلد .. ما يصلح الملح إذا الملح فسد ، إنه فساد القارئ ، وهم قراء أو حملة نصوص وأسفار وليسوا بعلماء .
لقد أعطى برهامي وحزبه للانقلابيين غطاءاً من الشرعية ، وثبتوا أركان الانقلاب بمشاغباتهم التي أحدثوها للرئيس مرسي ، من المادة الثانية للدستور بتفسيرها في المادة 219 إلى قضية الصكوك إلى قرض صندوق النقد الدولي إلى الضباط الملتحين إلى فتح الباب للسياحة الإيرانية وخطر التشيع إلى قضية الأخونة ، وما أدراك ما الأخونة ؟
العجيب أن كل هذه المشاغبات اختفت تماماً ، ولم نرى لهم مثلها مع دماء المسلمين - التي هي أشد حرمة عند الله من الكعبة - والتي سالت بالحرس والمنصة ثم مع مجرزة رابعة والنهضة وغيرها من المحافظات ، وأصبحت حكومة الانقلابيين والعلمانيين والتي اكتسح الإنقاذ والعلمانيون وفلول الوطني تشكيلها بجدارة واقتدار ، ولم نسمع لهم مثلاً شيئ عن الأنقذة أو العلمنة أو الأفللة أو الفلولة ...
كما لم نسمع لهم مثلاً شيئاً - أي شئ - عن تلاوة الإنجيل بطابور الصباح بأحد المدارس ، كيف يعترضون وحبيبهم السيسي ورفيقهم تواضروس هم من أذنوا بذلك ، الآن مثل هذه الأشياء أصبحت مباحة ، بل مندوبة لأن المصلحة أن يبقى الانقلابيون لأن الإخوان لو فشل الانقلاب سيتحولون إلى وحش كاسر كما صرح الفتى نادر ..
إن الجريمة الأم للنور هي الوقوف مع الانقلابيين وقفة رجل واحد وتوفير دعم لوجيستي له يبين للناس أن ما يفعله الانقلابي ليس ضد الشريعة ، وتصريحات برهامي عن السيسي وأنه متدين التدين الذي يعصمه من الدماء ... الخ
وهذا هو مكمن خطورة برهامي ومن معه من مجرمي النور أنهم أعطوا أمام عامة الناس بزيهم ومظهرهم وأسفارهم التي يحملونها على ظهورهم من نصوص الشريعة صورة وانطباعاً أن السيسي ومن معه من الانقلابيين وعلى رأسهم تواضروس لا يحاربون الإسلام ، رغم كل مظاهر حربهم للدين والتدين والشريعة والإسلام ! تلك هي أخطر الجرائم .
يأتي بعدها مخالفة عقيدة الولاء والبراء ، حيث يتبرؤون من الإخوان - الذين هم أقرب للشريعة - من متطرفي المسيحيين !!! - ويوالون متطرفي المسيحيين والعلمانيين - وتذكروا أن حزب النور هم من حرموا التصويت للإخوان في انتخابات مجلس الشعب بسبب تحالفهم مع بعض الأحزاب العلمانية .
يأتي معها التخلي عن نصرة المسلمين وترك المسلم يخذل في موقف يحتاج فيه إلى النصرة ، وغض الطرف عن دماء المسلمين التي سالت وانتهكت وسفكت دون أن يحرك ذلك ساكناً لانقلابيي حزب النور وهم جديرون بذلك ، فهم ليسوا والانقلابيين إيد واحدة وفقط ، بل هم لحمة الانقلابيين ونسيجه وكيانه !
الحزب الضرار
ولقد نظرت إلى تاريخ حزب النور منذ ما قبل تأسسه ، أعني بذلك ثورة 25 يناير وقادته يختارون الحل الأسهل وهو حراسة بيوتهم أثناء الليل وعدم التظاهر أو تقديم ضريبة .. أي ضريبة من نفسٍ أو مال أو وقت أو جهد ، بل وكانت الفتاوي ذات البلاوي والتي تقدر المصالح والمفاسد وتقيس المفاسد بميزان الراحة في البيوت ( وعصمة الدماء ) ؟ أي دماء ..
ثم بعدها وبعد كلمات رنانة من نوعية أن الإخوان هم فرسان السياسة وأن السياسة لها رجالها وأن سلفيي مدرسة الإسكندرية سيتركون أمر السياسة والأحزاب للحزب الأقدم حزب الحرية والعدالة لأن أصحابه هم أصحاب الباع في هذا الميدان وهم أهل التخصص ، إذا بحزب الضرار على فجأة يتم تأسيسه وينافس الحرية والعدالة ، بل وتخرج الفتاوي ذات البلاوي بأن التصويت للإخوان حرام لأنهم متحالفون مع الأحزاب الليبرالية العلمانية ..
ثم بعدها حاولوا إقناع الإخوان في وفد رسمي به الحاج برهامي ليرشح الإخوان المهندس خيرت الشاطر ، ولما أبطل قضاء الفلول ترشح الفارس حازم والمهندس خيرت ورشح الإخوان الرئيس مرسي إذا بالحاج برهامي ورجاله ينأون بأنفسهم ويرشحون أبا الفتوح رغم أنهم كانوا هم من يقنعون الإخوان بأن عليهم أن يخوضوا الرئاسة - لاحظ الآن برهامي يقول لقد طالبنا الإخوان بعدم الترشح للرئاسة - !
ثم بعدها شاغبوا لمدة سنة كاملة على الرئيس بقضايا وتهويمات فارغة وتافهة ....
راجعت كل هذه السيرة غير العطرة وغير المبرأة وتأملتها لأجد نفسي أمام حزب أمن دولة بجدارة ، ولأجد نفسي وبلا أي غضاضة أقول وأعتذر للقراء الكرام على أي إحسانٍ للظن بأولئك المخادعين ، وأنا أيضاً أخطئ نفسي في كم المرات التي حاولت فيها التماس الأعذار لهم أو أمل أن يفيقوا ، فكيف يفيق من هم من الأساس ضرار ...
كبسولة :
تدوينة قرأتها على الفيس بوك توصف حال برهامي والنور وأهله أصح وأدق توصيف ، فمن أراد أن يعرفهم فعليه أن يراجع الشيخ ( الراحل حسن البارودي ) وهو يبرر للحاكم ( صلاح منصور ) سرقة الشعب ( شكري سرحان ) حتى في عرضه في فيلم الزوجة الثانية ، ليقول عند كل انتهاك : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ، إن الشيخ هنا هو بالضبط ذلك البرهامي الذي يقول عن السيسي أنه متدين وتدينه سيعصمه من الدماء ، والذي لا يرى غضاضة في الاستمرار بتمثيلية لجنة الخمسين الماسخة والتي هيجوا الدنيا على من قاموا بعمل لا أستطيع أن أقول عنه حتى أنه مشابه ولا من حيث الشكل ، ولم يكن تمثيلية .. أقول هيجوا الدنيا على أي اختلاف في الرأي مع من كانوا فيه من المحترمين ومن أولياء الله ومن الشرفاء في اللجنة التأسيسية للدستور .... ألا بعداً لكم أيها الدجالون ... ألا سحقاً لكم أيها المارقون ... ألا تباً لكم أيها الأفاقون ، يا من لم تروا الدماء والقتل في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي أوليائه ، وتتعاملون مع الأمور وكأن الدنيا بها شريعة تحكم وتسود ... بعداً وسحقاً وتباً لكم ...
----------
hazemsa3eed@yahoo.com
كلما منعت نفسي عن الخوض في حزب النور وياسر برهامي والفتي بكار ومن هم على شاكلتهم ، حرصاً على وقتي من تضييعه مع الهمل المثبطين ، كلما اعترضني تصريح من تصريحاتهم التافهة المتخذة من نصوص الشريعة التي يحفظونها لأعجب من كم التناقضات وقدر لوي عنق الحقائق بتصريحاتهم ، ومن قدرتهم الفذة على استدعاء أحكام الشريعة وإسقاطها على الواقع الذي لا يفقهونه أو يتعامون عنه .
مجموعة من التصريحات المتعاقبة من نوعية لقاء برهامي مع قواعد حزب النور المسرب ، وقرارات عدم الانسحاب من تمثيلية لجنة الخمسين ، وأمنيات برهامي أن يستقيل مكتب الإرشاد ، وتصريحات علي حاتم حول اجتماع التنظيم الدولي للإخوان ، وتأييد قرارات وزير الأوقاف الانقلابي حول غلق المساجد أو منع الجمعة بخمسين ألف مسجد بمصر ، وتصريحات برهامي عن موقف الإخوان من الأضحية وأنهم يهدمون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن صور المقاطعة الاقتصادية التي يمارسها الإخوان هي مما يضر بمصلحة مصر ، وتصريحات الفتى نادر عن أن من يعمل على إسقاط الجيش يعمل على إسقاط مصر في تعريض بداعمي الشرعية الذين يرفضون حكم العسكر ، وغيرها من التصريحات والآراء الشاذة والأفكار المتخلفة أجبرت قلمي على الكتابة رغماً عن مجاهدتي المستمرة على تجاهل هؤلاء الناس !
برهامي والإخوان .. عداوتهم ما حييت !
إن سيطرة الإخوان على - لاوعي - سلفيي حزب النور ، لهذه الدرجة واستغراقهم لأمرهم يذكرني بكلمة حيي بن أخطب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : عداوته ما بقيت !
مشكلة الأخ ياسر برهامي هي في عدم نسيانه لماضٍ سحيق له مع بعض شباب الإخوان حين ألقوه خارج المسجد - هكذا صرح هو في أحد دروسه - وقالها صريحة العام الماضي أو الذي قبله : أنا مش ناسي لهم الموقف دا .
فهل يمكن أن تسيطر التجارب الشخصية والحالة الشعورية التي يتعرض لها الفرد في بعض المواقف على آرائه وتقييماته بهذه الصورة ؟
أظن أن تناول الأمر بهذه الصورة هو نوع من حسن الظن ببرهامي وأمثاله ، وإلا فإن التأويل الأحكم والتفسير الأوقع لمثل هذا الشذوذ الفكري - وأزعم : العقائدي - هو في أن هؤلاء القوم متورطون في بلية من البلايا ويبتزهم الانقلابيون بها .
والذي يدفعني إلي فكرة القبول بهذه التأويلات ، هو عدم قدرتي على إسقاط هذا الذي يفعلونه على أدبياتهم التي صدعوا بها رؤوسنا ردحاً من الزمان الغابر أيام الصبا ، عن الولاء والبراء ونصرة المسلمين ونصرة الشريعة وحرمة الدماء .... الخ
لن - ولا - يمكنني ، ولم أستطع فهم التناقض الحادث بين كتاب المنة لبرهامي وكلامه عن الولاء والبراء ، وبين تطبيقه الواقعي على مستواه الشخصي أو مستوى حزبه والذي يقود هرم التنظير به .
جرائم متعاقبة
جرائم برهامي وحزبه خلال الشهرين الماضيين يعجزان أي دارس للشريعة عن الفهم إلا في ضوء حكمة عبد الله بن المبارك : يا معشر القراء يا ملح البلد .. ما يصلح الملح إذا الملح فسد ، إنه فساد القارئ ، وهم قراء أو حملة نصوص وأسفار وليسوا بعلماء .
لقد أعطى برهامي وحزبه للانقلابيين غطاءاً من الشرعية ، وثبتوا أركان الانقلاب بمشاغباتهم التي أحدثوها للرئيس مرسي ، من المادة الثانية للدستور بتفسيرها في المادة 219 إلى قضية الصكوك إلى قرض صندوق النقد الدولي إلى الضباط الملتحين إلى فتح الباب للسياحة الإيرانية وخطر التشيع إلى قضية الأخونة ، وما أدراك ما الأخونة ؟
العجيب أن كل هذه المشاغبات اختفت تماماً ، ولم نرى لهم مثلها مع دماء المسلمين - التي هي أشد حرمة عند الله من الكعبة - والتي سالت بالحرس والمنصة ثم مع مجرزة رابعة والنهضة وغيرها من المحافظات ، وأصبحت حكومة الانقلابيين والعلمانيين والتي اكتسح الإنقاذ والعلمانيون وفلول الوطني تشكيلها بجدارة واقتدار ، ولم نسمع لهم مثلاً شيئ عن الأنقذة أو العلمنة أو الأفللة أو الفلولة ...
كما لم نسمع لهم مثلاً شيئاً - أي شئ - عن تلاوة الإنجيل بطابور الصباح بأحد المدارس ، كيف يعترضون وحبيبهم السيسي ورفيقهم تواضروس هم من أذنوا بذلك ، الآن مثل هذه الأشياء أصبحت مباحة ، بل مندوبة لأن المصلحة أن يبقى الانقلابيون لأن الإخوان لو فشل الانقلاب سيتحولون إلى وحش كاسر كما صرح الفتى نادر ..
إن الجريمة الأم للنور هي الوقوف مع الانقلابيين وقفة رجل واحد وتوفير دعم لوجيستي له يبين للناس أن ما يفعله الانقلابي ليس ضد الشريعة ، وتصريحات برهامي عن السيسي وأنه متدين التدين الذي يعصمه من الدماء ... الخ
وهذا هو مكمن خطورة برهامي ومن معه من مجرمي النور أنهم أعطوا أمام عامة الناس بزيهم ومظهرهم وأسفارهم التي يحملونها على ظهورهم من نصوص الشريعة صورة وانطباعاً أن السيسي ومن معه من الانقلابيين وعلى رأسهم تواضروس لا يحاربون الإسلام ، رغم كل مظاهر حربهم للدين والتدين والشريعة والإسلام ! تلك هي أخطر الجرائم .
يأتي بعدها مخالفة عقيدة الولاء والبراء ، حيث يتبرؤون من الإخوان - الذين هم أقرب للشريعة - من متطرفي المسيحيين !!! - ويوالون متطرفي المسيحيين والعلمانيين - وتذكروا أن حزب النور هم من حرموا التصويت للإخوان في انتخابات مجلس الشعب بسبب تحالفهم مع بعض الأحزاب العلمانية .
يأتي معها التخلي عن نصرة المسلمين وترك المسلم يخذل في موقف يحتاج فيه إلى النصرة ، وغض الطرف عن دماء المسلمين التي سالت وانتهكت وسفكت دون أن يحرك ذلك ساكناً لانقلابيي حزب النور وهم جديرون بذلك ، فهم ليسوا والانقلابيين إيد واحدة وفقط ، بل هم لحمة الانقلابيين ونسيجه وكيانه !
الحزب الضرار
ولقد نظرت إلى تاريخ حزب النور منذ ما قبل تأسسه ، أعني بذلك ثورة 25 يناير وقادته يختارون الحل الأسهل وهو حراسة بيوتهم أثناء الليل وعدم التظاهر أو تقديم ضريبة .. أي ضريبة من نفسٍ أو مال أو وقت أو جهد ، بل وكانت الفتاوي ذات البلاوي والتي تقدر المصالح والمفاسد وتقيس المفاسد بميزان الراحة في البيوت ( وعصمة الدماء ) ؟ أي دماء ..
ثم بعدها وبعد كلمات رنانة من نوعية أن الإخوان هم فرسان السياسة وأن السياسة لها رجالها وأن سلفيي مدرسة الإسكندرية سيتركون أمر السياسة والأحزاب للحزب الأقدم حزب الحرية والعدالة لأن أصحابه هم أصحاب الباع في هذا الميدان وهم أهل التخصص ، إذا بحزب الضرار على فجأة يتم تأسيسه وينافس الحرية والعدالة ، بل وتخرج الفتاوي ذات البلاوي بأن التصويت للإخوان حرام لأنهم متحالفون مع الأحزاب الليبرالية العلمانية ..
ثم بعدها حاولوا إقناع الإخوان في وفد رسمي به الحاج برهامي ليرشح الإخوان المهندس خيرت الشاطر ، ولما أبطل قضاء الفلول ترشح الفارس حازم والمهندس خيرت ورشح الإخوان الرئيس مرسي إذا بالحاج برهامي ورجاله ينأون بأنفسهم ويرشحون أبا الفتوح رغم أنهم كانوا هم من يقنعون الإخوان بأن عليهم أن يخوضوا الرئاسة - لاحظ الآن برهامي يقول لقد طالبنا الإخوان بعدم الترشح للرئاسة - !
ثم بعدها شاغبوا لمدة سنة كاملة على الرئيس بقضايا وتهويمات فارغة وتافهة ....
راجعت كل هذه السيرة غير العطرة وغير المبرأة وتأملتها لأجد نفسي أمام حزب أمن دولة بجدارة ، ولأجد نفسي وبلا أي غضاضة أقول وأعتذر للقراء الكرام على أي إحسانٍ للظن بأولئك المخادعين ، وأنا أيضاً أخطئ نفسي في كم المرات التي حاولت فيها التماس الأعذار لهم أو أمل أن يفيقوا ، فكيف يفيق من هم من الأساس ضرار ...
كبسولة :
تدوينة قرأتها على الفيس بوك توصف حال برهامي والنور وأهله أصح وأدق توصيف ، فمن أراد أن يعرفهم فعليه أن يراجع الشيخ ( الراحل حسن البارودي ) وهو يبرر للحاكم ( صلاح منصور ) سرقة الشعب ( شكري سرحان ) حتى في عرضه في فيلم الزوجة الثانية ، ليقول عند كل انتهاك : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ، إن الشيخ هنا هو بالضبط ذلك البرهامي الذي يقول عن السيسي أنه متدين وتدينه سيعصمه من الدماء ، والذي لا يرى غضاضة في الاستمرار بتمثيلية لجنة الخمسين الماسخة والتي هيجوا الدنيا على من قاموا بعمل لا أستطيع أن أقول عنه حتى أنه مشابه ولا من حيث الشكل ، ولم يكن تمثيلية .. أقول هيجوا الدنيا على أي اختلاف في الرأي مع من كانوا فيه من المحترمين ومن أولياء الله ومن الشرفاء في اللجنة التأسيسية للدستور .... ألا بعداً لكم أيها الدجالون ... ألا سحقاً لكم أيها المارقون ... ألا تباً لكم أيها الأفاقون ، يا من لم تروا الدماء والقتل في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي أوليائه ، وتتعاملون مع الأمور وكأن الدنيا بها شريعة تحكم وتسود ... بعداً وسحقاً وتباً لكم ...
----------
hazemsa3eed@yahoo.com