الأربعاء, مايو 21, 2014
Mustafa
أما بعد .. فلم ولن أنسى قط ذلك اليوم الذى كنت أعمل فية فى إحدى الجمعيات الخيرية ، وعند ذهابى إلى عملى فى الصباح فوجئت بمديرى يخبرنى بأن هناك إحدى المتبرعات التى تريد التبرع بمبلغ مالى للجمعية لتزويج الفتيات ......
وأننى أنا من سيذهب لها لعدم وجود مندوب التحصيل فى ذلك الوقت ....
إنتظرت قليلا حتى تم إعداد إسم المتبرعة كاملا وعنوانها ، لحظات مرت كنت قد إستلمت بعدها الورقة التى بها تفاصيل صاحبة التبرع وإذا هى كلأتى :
إسم المتبرع : نجلاء على محمود
العنوان : التجمع الخامس - بجوار جامع فاطمة الشرابتلى
مبلغ التبرع : غير مذكور
النشاط : تيسير الزواج
توقيع المستلم : أسامة حسن حسن عثمان
ذهبت إلى هناك ولم أستلم مبلغ التبرع من الأمن المكلف بحراسة المنزل بل صعدت بنفسى إلى الشقة وإستلمت مبلغ التبرع منها ، وأعطيتها الإيصال بعد أن كتبت فيه فى خانة إسم المتبرع د/ نجلاء على ، فردت لى الإيصال مرة أخرى وهى مبتسمة قائلة لى : لو سمحت إكتب نجلاء على بس من غير أى ألقاب ، كتبت لها إيصالاً جديدا بعد أن نزلت على رغبتها ثم هممت بالرحيل قبل أن يصلنى صوتها ..... من فضلك إنتظر .. لحظات ورأيتها عادت لى وقد حملت لى بعض الحلوى وأصرت ألا أغادر قبل أن أخذها وقالت لى أنت ضيف وإكرام الضيف واجب.
إبتسمت وأنصرفت ورافقنى ضابط الأمن وهو يعبر لى عن إمتنانة لرؤيتى وكم هم سعداء بالزيارة .... أستشعرت معانى عديدة على رأسها أنة كم هو رائع أن تشعر أن رئيس جمهوريتك وكبار المسئولين في بلدك هم منك ... يشبهونك كثيرا .... يحيون حياتك ..... يدركون واقعك ..... ليسو بمعزل عنك ..... يشاركونك قضاياك ....بتفاعلون معاك ..... وأن الوصول إليهم ليس بلأمر الشاق على الإطلاق ..... والرائع أن هذا الأمر كان بعد عقود طويلة ترسخت خلالها قواعد الباشاوية والكبر والغرور التى تأصلت وأمتدت فروعها من أكبر المسئولين إلى أصغرهم حتى بات الوصول إلى رئيس الحى الذى تقطن فية لمخاطبتة شخصيا يحتاج إلى واسطة ووسطات ورشاوى.
_____________________
أقسم هذا الموقف الإنسانى الذى نقلتة من داخل بيت الرئاسة حدث معى شخصيا وهذه شهادة حق أنقلها : هؤلاء قوم ما رأيت منهم سوى أنهم كانو يعملون لوجه الله لا لشئ آخر
اللهم أحفظهم وسلمهم وأحفظ مصرنا من كل سوء وفك أسر الدكتور مرسى وأسر جميع الأسرى
اللهم آمين
